ضمن سياسة إسرائيلية متواصلة، اقتحم العشرات من المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك اليوم الإثنين، بحماية خاصة من شرطة الاحتلال التي نشرت قواتها بكثافة منذ الصباح لتأمين تلك الاقتحامات.
وجاء الاقتحام الجديد للمسجد الأقصى، فيما عمد مستوطنون على إحراق نسخ من مصحف القرآن الكريم وتمزيقها في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
اقتحام الأقصى
من جانبها، أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، في بيان مقتضب، بأن "216 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات بالفترة الصباحية اليوم (الإثنين)".
إلى ذلك، يتوقع قيام المزيد من المستوطنين باقتحام المسجد بفترة ما بعد صلاة الظهر، حيث تتم الاقتحامات من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد.
أكثر من 170 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى منذ صباح اليوم pic.twitter.com/bQaxdG2W0v
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) October 10, 2022
وكانت جماعات يمينية إسرائيلية دعت لتكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى بمناسبة عيد "العرش" اليهودي، الذي بدأ اليوم ويستمر أسبوعًا.
ومنذ عام 2003، تسمح شرطة الاحتلال للمستوطنين باقتحام المسجد دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، التي تطالب بوقف الاقتحامات.
"مسيرة استفزازية"
وفي سياق متصل، نظم مئات المستوطنين المتطرفين، صباح الإثنين، مسيرة استفزازية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، بمناسبة "عيد العرش".
وانطلقت المسيرة من طريق باب السلسلة وصولًا إلى باب القطانين- أحد أبواب المسجد الأقصى من الجهة الخارجية، وأدى المستوطنون صلوات وطقوسا جماعية في المنطقة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وجابت المسيرة شوارع وأزقة البلدة القديمة، وحمل خلالها المستوطنون "القرابين النباتية" الخاصة بـ"عيد العرش"، وسط انتشار مكثف لقوات الاحتلال.
مستوطنون يؤدون طقوسًا تلمودية في البلدة القديمة حاملين " القرابين النباتية" في اليوم الأول من "عيد العُرش العبري" pic.twitter.com/mRJsBFiE27
— AlQastal القسطل (@AlQastalps) October 10, 2022
وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال شددت من إجراءاتها الأمنية في البلدة القديمة، وحولتها إلى ثكنة عسكرية وفرضت قيودًا على دخول الفلسطينيين إلى مدينة القدس، وخاصة بلدتها القديمة، والمسجد الأقصى.
وأوضح الشهود أن قوات الاحتلال أجبرت تجار سوق باب القطانين على إغلاق محلاتهم التجارية، لتأمين الحماية للمستوطنين لأداء صلواتهم التلمودية.
إحراق المصحف
وفي سياق الاستفزازات الإسرائيلية المتواصلة، مزق مستوطنون، اليوم الإثنين، نسخًا من المصحف الشريف وأحرقوها وألقوها بالقمامة في البلدة القديمة من مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
وقال مدير أوقاف الخليل نضال الجعبري لوكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا": إن مستوطنين مزقوا وأحرقوا عددًا من المصاحف وألقوها في القمامة بمحاذاة مسجد قيطون، قرب المسجد الإبراهيمي في البلدة القديمة وسط الخليل.
وأضاف أنه تم العثور على سبع نسخ من المصحف ممزقة وملقاة في القمامة وإحداها محروقة بشكل جزئي.
جريمة نكراء يجب الرد عليها
وفي أول رد فعل على هذه الحادثة، قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عبد اللطيف القانوع: إن "إحراق المستوطنين الإسرائيليين نسخًا من القرآن الكريم قرب مسجد في البلدة القديمة بالخليل جريمة نكراء يجب الرد عليها".
واعتبر القانوع في بيان هذه الجريمة تصعيدًا غير مسبوق من قبل ميليشيات المستوطنين.
وذكر أن هذا "السلوك العنصري المشين يؤكد أن الاحتلال وقطعان مستوطنيه يريدونها حربًا دينية تستهدف ديننا الإسلامي".
وشدد على أن حرق نسخ من القرآن الكريم تزامنًا مع اقتحام المسجد الأقصى يشكل استفزازًا لمشاعر المسلمين.
ولفت إلى أن الأعياد اليهودية لدى الاحتلال الإسرائيلي أصبحت تمثل خطرًا كبيرًا على الأقصى واعتداء على الشعب الفلسطيني ومقدساته.
ودعا الناطق باسم حركة "حماس" علماء المسلمين وجماهير الأمة العربية والإسلامية إلى فضح جرائم الاحتلال وحشد الطاقات لدعم الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده في مواجهة الاحتلال.
في غضون ذلك، لا يزال جيش الاحتلال يفرض حصارًا على أكثر من 140 ألف مقدسي في مخيم شعفاط، حيث نشر المئات من جنوده في عملية البحث عن منفذ عملية حاجز شعفاط العسكري، حيث يزعم بأن المنفذ فرّ إلى داخل المخيم. كما فرض الاحتلال طوقًا أمنيًا على الضفة الغربية في إطار حملته الأمنية ضد منفذ عملية شعفاط.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن مقتل مجندة وإصابة 2 آخرين في عملية إطلاق نار على مخيم شعفاط في القدس المحتلة، حيث عمد مقاومون مساء السبت إلى مهاجمة الحاجز فأردوا المجندة وأصابوا جنديين آخرين.
وفي حديث لـ"العربي"، رأى الخبير في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور أنّ عملية نشر نحو 20 كتيبة إسرائيلية وتنفيذ اقتحامات يومية وإعدامات بحق الفلسطينيين "يذهب هباء" في ظل استمرار العمليات الفلسطينية وتزايدها.
واعتبر في حديث إلى "العربي" من رام الله، أن جميع نتائج العملية الإسرائيلية ضد المقاومين الفلسطينيين تأتي بنتائج عكسية، مؤكدًا أن نجاح عملية شعفاط بتوقيتها ومكانها تظهر "فشلاً كاملاً" لإسرائيل.