تعيش حيفا حياة الحرب للمرة الأولى منذ بدء المواجهات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله، حيث أدّت الرشقات الصاروخية التي أطلقت من لبنان إلى تعطل المصالح الاقتصادية وإرباك حياة السكان.
وبحسب مراسل التلفزيون العربي في حيفا أحمد دراوشة، فقد تقيّدت حركة السكان في المنطقة، وأغلقت المقاهي والمطاعم وبدأ التعليم عن بعد في المدارس.
كما توقف العمل في الشركات البعيدة عن الملاجئ، بينما اختارت أخرى العمل من المنازل. وأغلقت المصالح الصغيرة والمتوسطة التي يعتمد عليها الاقتصاد الإسرائيلي بشكل كبير أبوابها.
كذلك أغلقت المحال التجارية في حيفا ومناطق شمال إسرائيل.
مشفى رمبام ينتقل لموقف للسيارات
إلى ذلك، تشهد المشافي الإسرائيلية حالة استنفار، حيث انتقل مشفى رمبام في حيفا وهو أكبر مستشفيات شمال إسرائيل، للعمل في أحد مواقف السيارات تحت الأرض والتي جهزها في الفترة الماضية.
الاحتلال شدّد أيضًا التقييدات المتعلقة بتجمع الإسرائيليين، حيث كان يُسمح بتجمع 300 شخص في أماكن مغلقة آمنة ثم خُفض العدد بعد ذلك إلى نحو 100 شخص.
وأشار مراسل التلفزيون العربي إلى أن حركة السيارات في الشوارع، والتي تكاد تكون معدومة حتى في ساعات الذروة، تُعدّ مؤشرًا على حالة الاستنفار التي تعيشها حيفا على المستوى المدني.
كيف تبدو حركة الملاحة في ميناء حيفا؟
وفي ميناء حيفا، تباطأت حركة الملاحة بشكل كبير حيث لا تصل سفن في ظل ما يُطرح من سيناريوهات في وسائل إعلام إسرائيلية تتحدث عن احتمال تعرض الميناء للقصف، أو احتمال تسلل عناصر من حزب الله من البحر.
وبحسب دراوشة، تنسحب حالة الاستنفار القائمة في ميناء حيفا على كل المنشآت الإستراتيجية في إسرائيل، بما في ذلك منصات استخراج الغاز لا سيما حقل كاريش الواقع قبالة الحدود اللبنانية وحقول الغاز قبالة حيفا.
أمّا على المستوى العسكري، فيحلق الطيران الحربي الإسرائيلي بشكل كثيف في مناطق مختلفة بالقرب من خليج حيفا، وصولًا إلى الحدود اللبنانية في الجليلين الأعلى والأسفل، وفي مرج ابن عامر.
وتوقف دراوشة عند المقاتلات الإسرائيلية لا سيما من طراز "أف 35"، المزودة برادارات متطورة والقادرة على رصد الطائرات المسيّرة، لافتًا إلى أن تحليقها يؤشر على أن الاحتلال الإسرائيلي يتوقع إطلاق طائرات مسيّرة من لبنان باتجاه إسرائيل.
وتعيش هذه الأخيرة حالة ترقب عام خشية من توسع المواجهة ومن استهداف حزب الله مواقع إستراتيجية داخلها.
وكان حزب الله قد أعلن صباح الأحد قصف مجمعات الصناعات العسكرية لشركة "رفائيل" المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية، والواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا، بعشرات الصواريخ من نوع "فادي 1" و"فادي 2" والكاتيوشا.
وقد جاء ذلك في إطار "الرد الأولي" من الحزب على تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية، التي ضربت مناطق مختلفة في لبنان.