أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن أكثر من مئة صاروخ أطلقت من لبنان الأحد، ما دفع "مئات الآلاف" من الإسرائيليين للاحتماء في الملاجئ وإغلاق المدارس في شمال إسرائيل، بعد ساعات من توجيهها ضربات جوية مكثّفة ضد أهداف لحزب الله في جنوب لبنان.
وصباح اليوم، أعلن حزب الله أنه قصف مواقع عسكرية في مدينة حيفا بصواريخ فادي 1 و2، للمرة الأولى منذ بدء المواجهات الحدودية مع تل أبيب قبل نحو عام، وذلك في إطار "الرد الأولي" على تفجيرات أجهزة الاتصال اللاسلكية التي ضربت مناطق مختلفة في لبنان.
احتماء "مئات الآلاف" في الملاجئ
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان الأحد، إطلاق حوالي 150 قذيفة صاروخية وصواريخ كروز وطائرات مسيرة من لبنان باتجاه إسرائيل خلال ساعات الليل والصباح معظمها تجاه شمال البلاد.
وقال المتحدث باسم الجيش نداف شوشاني لوكالة فرانس برس: "اضطر مئات الآلاف من الناس إلى اللجوء إلى الملاجئ في جميع أنحاء شمال إسرائيل".
وفي ظل هذه الإطلاقات الصاروخية، اتخذت السلطات الإسرائيلية قرارًا بإغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية في مناطق الشمال حتى مساء الإثنين.
وقالت قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي إنه لن يسمح بعقد الأنشطة التعليمية في جميع أنحاء شمال إسرائيل حتى الساعة السادسة مساء الإثنين.
وفي أعقاب إطلاق الصواريخ الأحد، أعلن الجيش شنّ غارات جديدة على أهداف لحزب الله في جنوب لبنان.
وكرر شوشاني الأحد التأكيد أن الجيش قصف السبت مجموعة من الأهداف معظمها "قاذفات صواريخ وفوهات إطلاق"، مشيرًا الى أن الغارات الإسرائيلية كانت تهدف إلى "منع هجوم أوسع" من الحزب.
وكان الجيش قد أكد في بيان سابق أن الصواريخ تسببت في اشتعال الحرائق.
إلى ذلك، أشار الجيش في بيان إلى "اعتراض هدفين جويين مشبوهين في طريقهما من العراق من دون وقوع إصابات"، مؤكدًا أنهما "لم يخترقا الأجواء الإسرائيلية".
أين يتجه التصعيد في جنوب لبنان؟
وفي هذا الإطار، أفاد مراسل التلفزيون العربي من الجليل الأعلى، أحمد جرادات، أن مئات الآلاف من الإسرائيليين اضطروا للمبيت في الملاجئ بعد إطلاق الصواريخ نحو المناطق الشمالية الواسعة من إسرائيل.
وذكّر المراسل أن مدينة حيفا كانت من المناطق المستهدفة في عام 2006، وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان آنذاك.
وأضاف أن ما يجري الآن يعيد إلى الأذهان ما حدث في عام 2006، ولكن بشكل أكثر حدة وبوتيرة أعلى، بمعنى أن الصواريخ التي كان يمتلكها حزب الله في عام 2006 ليست كالصواريخ التي يمتلكها حاليًا، رغم أنه حتى اللحظة لم يُستخدم أي نوع من الصواريخ الدقيقة.
وتابع مراسلنا أن حزب الله منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أطلق أكثر من 10 آلاف صاروخ نحو إسرائيل من بينها رشقات صاروخية مكونة من 300 صاروخ أو ما يزيد في اليوم الواحد، لافتًا إلى أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى قدرة حزب الله على إطلاق ما بين 3 آلاف و4 آلاف صاروخ في اليوم إذا ما اندلعت الحرب.
وأردف أن لدى حزب الله صواريخ ذات قدرة تدميرية كبيرة، كما دخلت إلى ترسانته المسيرات المفخخة وغيرها من الصواريخ التي تقلق الإسرائيليين حاليًا.
وفيا ذكّر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد إعادة الإسرائيليين إلى المناطق الحدودية، أوضح أن نتنياهو وسع رقعة المواجهات، وأدخل مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى دائرة الاستهداف بسبب قراراته.
وخلال الأسبوع الحالي، تصاعدت الحرب بين حزب الله وإسرائيل عقب تفجيرات لأجهزة اتصالات بأنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء ما أوقع 37 شهيدًا وأكثر من 3 آلاف و250 جريحًا، إلى جانب غارة جوية استهدفت الجمعة، الضاحية الجنوبية لبيروت خلفت 46 شهيدًا بينهم أطفال ونساء والقيادي البارز في حزب الله إبراهيم عقيل، و68 جريحًا وفق إحصائية غير نهائية أعلنتها وزارة الصحة.
ويذكر أن عددًا كبيرًا من الضحايا هم من قيادات وكوادر "حزب الله".
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر "الخط الأزرق" الفاصل، فيما ترهن هذه الفصائل وقف العدوان على غزة المستمر منذ 7 أكتوبر.