حول فريق ريال مدريد مباراته، ليلة أمس الأربعاء، أمام رايو فاليكانو إلى مناسبة لإظهار الدعم المطلق لنجمهاعت البرازيلي فينيسيوس جونيور، الذي واكب اللقاء من المدرجات، بعدما بات رمزًا لمواجهة العنصرية في الدوري الإسباني وملاعب كرة القدم العالمية.
وتلقى المهاجم تحية زملائه في الملعب والجماهير، قبل انطلاق المباراة بعدما تعرض لإهانات عنصرية في الخسارة 1-صفر أمام فالنسيا الأحد الماضي، ليشعل سجالًا طالت انعكاساته العلاقات الدبلوماسية بين البرازيل وإسبانيا، وفتح النقاش على مصراعيه حول العنصرية في إسبانيا وأوروبا عمومًا.
"طفح الكيل"
في اللقاء الذي فاز فيه "الميرنغي" 2-1 أمس، تدلت لافتة خلف أحد المرميين في ملعب سانتياغو برنابيو، كتب عليها: "كلنا فينيسيوس. طفح الكيل" إلى جانب رسائل أخرى لدعم المهاجم الشاب.
ونزل اللاعبون إلى الملعب مرتدين قمصانًا تحمل رقم 20 الخاص باللاعب البرازيلي. وارتدى قائدا الفريقين شارات تحمل عبارات مناهضة للعنصرية.
⚪⚪🤝⚪🔴#RealMadridRayo pic.twitter.com/dAaNFcxm0F
— ريال مدريد (@realmadridarab) May 24, 2023
وانضم فينيسيوس، مرتديًا ملابس غير رياضية، إلى زملائه على أرضية الملعب، حيث تلقى تحية حارة من الجماهير، بعدما التقط كل اللاعبين صورة إلى جوار لافتة رسمية لرابطة الدوري تحمل عبارة: "لا مكان للعنصريين في كرة القدم"، وبدا اللاعب منفعلًا ومتأثرًا.
ورغم إلغاء البطاقة الحمراء التي تعرض لها في "المباراة الحدث" أمام فالنسيا، لم يكن فينيسيوس ضمن تشكيلة المدرب كارلو إنشلوتي. وذكرت وسائل إعلام إسبانية بأن اللاعب غاب عن التدريبات، قبل المواجهة بسبب مشكلة في الركبة، ليتابع المباراة من المدرجات إلى جانب فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي.
وقال أنشيلوتي: "تفاجأت بقرار لجنة المسابقات حول إلغاء العقوبة عن فينيسيوس، وأعتقد أنه القرار الصحيح". وأضاف أن معاقبة فالنسيا بغلق ملعبه جزئيًا خطوة مهمة للأمام.
وتابع تصريحاته: "آمل أن يحل هذا الموضوع قريبًا. يشعر اللاعبون المحيطون بفينيسيوس بأنهم متأثرون للغاية".
"رؤيتك.. هديتي"
وارتدى الكثير من جماهير ريال الذين حضروا المباراة قميص اللاعب البرازيلي، تعبيرًا عن استيائهم من الإهانات التي يتعرض لها في ملاعب في أنحاء إسبانيا. ورفع مشجع يافع لافتة كتب عليها: "فيني، رؤيتك هديتي". وضج الملعب بالتصفيق لفينيسيوس في الدقيقة 20 تضامنًا معه.
Real Madrid fans clapping at minute 20 and Vinicius shows his appreciation. 🤍 pic.twitter.com/fUcFc1IY7y
— TC (@totalcristiano) May 24, 2023
وأبدى اللاعب البرازيلي عبر إنستغرام امتنانه للدعم الجماهيري، وكتب: "أحبكم جميعًا. شكرًا لكم، شكرًا لكم، شكرًا لكم!".
وقبل مباراتين على نهاية الموسم، ارتقى ريال إلى المركز الثاني برصيد 74 نقطة، بفارق نقطتين أمام أتليتيكو مدريد صاحب المركز الثالث والذي يحل ضيفًا على إسبانيول في وقت لاحق اليوم الخميس، وبفارق 11 نقطة عن برشلونة الذي حسم اللقب.
ودفعت قضية فينيسيوس، برئيس رابطة الليغا خافيير تيباس إلى الاعتذار عما بدر منه في سجال إلكتروني مع فينيسيوس، عقب حادثة مباراة الأحد.
تيباس معتذرًا
وبعد أن اتهم البرازيلي إسبانيا بالعنصرية بعد المباراة عبر تغريدة مطولة حينها، رد رئيس رابطة الدوري الإسباني على تعليقات اللاعب، بمطالبته بأن يكون أكثر اطلاعًا على ما يمكن فعله أمام حالات العنصرية.
LOS AMO!!! GRACIAS, GRACIAS Y GRACIAS! ✊🏿🙏🏾 pic.twitter.com/HsoCUB4l5I
— Vini Jr. (@vinijr) May 24, 2023
ويبدو أنّ رد تيابس أثار حفيظة اللاعب الذي عاد وعلق على مواقع التواصل بالقول: "مجددًا، بدلًا من انتقاد العنصريين، يطل رئيس الليغا على مواقع التواصل ليهاجمني". وأضاف: "مهما حاولت تخطي ما حدث، فإن صورة بطولتك أصبحت مهزوزة، أنظر فقط إلى الردود على منشورك وتأمل".
وقال تيباس في مقابلة مع وكالة "رويترز" أمس: "حسنًا، يبدو أن النتيجة لم تكن جيدة للغاية، أليس كذلك؟"، في إشارة إلى تعليقاته على تويتر التي تعرضت لانتقادات شديدة، خاصة أنه اتهم اللاعب بـ"تشويه الدوري الإسباني".
وأضاف تيباس: "أقول لكل من فهم أن هذا كان خطأ بسبب الطريقة وبسبب التوقيت، أنا مدين بالاعتذار"، مضيفًا أنه لم يكن في نيته مهاجمة فينيسيوس ملقيًا اللوم في ذلك على "انفعال اللحظة". وتابع "اعتذر لفينيسيوس وأي شخص فهم أنني كنت أهاجم فينيسيوس".
"العجز"
وشاطر تيباس الشاب البالغ من العمر 22 عامًا إحباطه، من عدم اتخاذ إجراءات للقضاء على العنصرية في إسبانيا، مشيرًا في ذلك إلى الجهات المنظمة للبطولات والسلطات الإسبانية، قائلًا: إن أيًا منهما لم يفعل ما يكفي لقمع العنصرية.
وأضاف تيباس أنه شعر "بالعجز" عن التصدي للعنصرية في كرة القدم لأنه وبموجب القانون الإسباني، لا يمكن لرابطة الدوري المحلي سوى الكشف عن الحوادث العنصرية والإبلاغ عنها.
وحث تيباس على إجراء تغييرات تشريعية لكي يكون لدى رابطة الدوري سلطات عقابية، مثل إغلاق المدرجات أو طرد أعضاء النادي، بما يمكنه من مكافحة العنصرية بشكل أكثر فعالية.