اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس عشرة فلسطينيين على الأقل في الضفة الغربية المحتلة فيما أصيب ثلاثة آخرون بعد تنفيذ اقتحامات عدة أبرزها في بلدة قباطية جنوبي جنين، فجر اليوم.
ففي بلدة قباطية دارت اشتباكات بين الاحتلال ومجموعة من المقاومين الفلسطينيين الذي استخدموا عبوات محلية الصنع دون أن تسفر عن إصابات في صفوف الجيش الإسرائيلي وفق بيان أًصدره الأخير، بحسب مراسل "العربي" في رام الله.
وشهدت مدينة طولكرم مواجهات مسلحة بعد اقتحام للمدينة، ما أدى إلى إصابة أحد الشبان واعتقال آخر قبل انسحاب الاحتلال صباح الخميس.
كما نفذ الاحتلال عمليات دهم في مخيم قلنديا وبيت أمر شمالي محافظة الخليل وبيتونيا غربي رام الله ومنطقة سلفيت، أسفرت عن اعتقالات، وسط استمرار للنهج الإسرائيلي في استهداف مدن ومناطق الضفة.
ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه إسرائيل احتجاجات كبرى ضد خطة التعديلات القضائية دفعت رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تعليقها قبل أيام. وتزيد الخطة من سلطة المسؤولين المنتخبين على القضاء وتقوّض صلاحيات المحكمة العليا.
دعم التعديل القضائي
وقال مراسل "العربي" في القدس، إن أحزاب الائتلاف الحكومي ستدفع بأنصارها مجددًا إلى الشارع لدعم التعديل قانون القضاء في ثاني تحرك لها بعد تظاهرة الإثنين الماضي، حيث تريد التأكيد للمعارضة أنها قادرة على الحشد في الشارع. كما يرغب نتنياهو بإرسال رسالة للإدارة الأميركية بوجود الكثير من المؤيدين لهذه الخطوة، في ظل التوتر القائم بين الجانبين.
بسبب المواقف الأخيرة لحكومة نتنياهو.. العلاقات الأميركية الإسرائيلية تدخل مرحلة من التوتر 👇#الولايات_المتحدة تقرير: ساهر عريبي pic.twitter.com/dVgMQLPSp0
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 30, 2023
وأردف أن منسوب هذا التوتر انخفض بعدما طلب نتنياهو من وزرائه عدم التعليق على تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن.
وبدا تذبذب العلاقة بين الطرفين منذ أن أحجم بايدن عن دعوة نتنياهو إلى زيارة البيت الأبيض بعد ترؤسه للحكومة، ثم جاءت التعديلات القضائية لتزيد الطين بلة.
وقال بايدن بعدها إنه لا يخطط لاستقبال رئيس الحكومة الإسرائيلي، داعيًا إياه إلى التخلي عن خطة التعديل، وهو ما اعتبره نتنياهو تجاوزًا "لسيادة إسرائيل".
واغتنم لاحقًا فرصة المشاركة في قمة من أجل الديمقراطية المنظمة من جانب بايدن مؤخرًا، ليؤكد على متانة العلاقات مع واشنطن، قائلًا إن التحالف مع أميركا "راسخ لا يتزعزع".
وأشار مراسلنا إلى أن نتنياهو يصر على تمرير التعديلات القضائية، وهو ما أكده أيضًا صباح اليوم الخميس وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في حديث لصحيفة "إسرائيل اليوم"، لكنه تحدث عن حوار ومحادثات أملاً بالتوصل إلى اتفاق شامل بشأن هذا التعديل.
في السياق نفسه، لم يعلن نتنياهو حتى الآن عن قراره إن كان سيعدل عن قرار إقالة وزير الأمن يوآف غالانت بعدما دعا الأخير إلى تجميد خطة الإصلاحات، لكن المعطيات تشير إلى سير رئيس الحكومة في هذا الاتجاه، حيث يضغط على غالانت للاستقالة من الكنيست مقابل البقاء في منصبه كوزير أمن، لكن رئيس الوزراء يواجه ضغوطًا خارجية وداخلية هو الآخر، للتراجع عن قراره.