أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرغمًا تأجيل مشروع التعديلات القضائية المثيرة للجدل والانقسام، بعد تعاظم الاحتجاجات واتساع رقعتها في الشارع وداخل أروقة السياسة.
فخوفًا من حرب أهلية ولإعطاء فرصة للحوار كما قال، أُجبر نتنياهو على هذا الإعلان، لكنه أكد إصراره على التعديلات وتمريرها بعد عودة الكنيست من إجازة عيد الفصح اليهودي.
وقد حمل على الداعين إلى رفض الخدمة العسكرية واعتبرها نهاية إسرائيل، رغم أن سبب تأجيج المظاهرات كان عزل وزير الأمن بعد تصريحاته بضرورة تأجيل التعديلات القضائية.
بدوره، أشار زعيم المعارضة يائير لابيد إلى أنه مستعد للحوار، لكن بعدما تؤكد الحكومة عدم وجود ما وصفه بالمؤامرة أو الخدعة.
مظاهرات ومواجهات
وأمس الإثنين، تظاهر أمام الكنيست أكثر من 100 ألف إسرائيلي من رافضي خطة التعديلات القضائية. وأُصيب عنصران من الشرطة الإسرائيلية في تل أبيب، فيما اعتُقل 5 متظاهرين لدى محاولة فض مظاهرة، بحسب إعلام عبري.
وذكرت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية أن مواجهات اندلعت بين الشرطة والمتظاهرين، الذين حاولوا إغلاق شارع إيالون وسط تل أبيب.
وأشارت إلى استخدام الشرطة عربات المياه العادمة لمنع المتظاهرين من الوصول للشارع الرئيسي.
انقسام وعنف غير مسبوق في إسرائيل.. واحتجاجات لا تتوقف ضد نتنياهو #تواصل pic.twitter.com/NFLmpLUkG0
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 27, 2023
إلى ذلك، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن اشتباكات سُجلت بين أنصار ومعارضي خطة "إصلاح القضاء" قرب المكان.
وتحدثت عن تبادل للشتائم بين الطرفين، قبل أن يلقي أنصار "إصلاح القضاء" الزجاجات على المتظاهرين.
ولأول مرة منذ بدء تحركات المعارضة قبل 3 أشهر، دفع اليمين بأنصاره إلى الشارع. وبينما كان عددهم أقل من رافضي التعديلات القضائية، لكن خطوة كهذه خلقت خوفًا من أن يمتد الخلاف إلى الشارع.
توقف الإضرابات
وبعدما شلّت النقابات إسرائيل وأعلنت الإضراب، تراجعت عنه عقب تعليق التعديلات. وأفاد مراسل "العربي" من القدس أحمد دراوشة بأن الإضرابات توقفت في المستشفيات، فيما عادت الحياة إلى طبيعتها في القطاعات التي أعلن عن إضرابات فيها، ومنها المدارس والجامعات والسلطات المحلية.
وبحسب مراسلنا، شاركت أيضًا قطاعات في الليكود بهذا الإضراب، حيث شعرت أن نتنياهو ضعيف أمام شركائه في الائتلاف الحكومي، لا سيما تيار الصهيونية الدينية وحزب القوة اليهودية الذي يتزعمه إيتمار بن غفير، فضغطت عليه من أجل التراجع عن التعديلات أو تأجيلها، كما أعلن نتنياهو.
