شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، حملة اعتقالات في كل من رام الله والخليل بالضفة الغربية المحتلة، وسط تحذيرات فلسطينية من "الخطة الخمسية" الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة.
وتعيش الأراضي الفلسطينية المحتلة على وقع تصعيد إسرائيلي عبر الاقتحامات المتتالية والاعتقالات في أنحاء مختلفة من الضفة، وسط تصاعد في اعتداءات المستوطنين.
اعتقالات في رام الله والخليل
ميدانيًا، أفادت مصادر فلسطينية بأن الاحتلال اعتقل أربعة فلسطينيين، في مدينة رام الله، من بينهم صلاح الخواجا والد الشهيد معتز الذي استشهد في التاسع من مارس/ آذار الماضي بعد تنفيذه عملية في تل أبيب.
وقالت مصادر محلية، إنّ قوات الاحتلال اقتحمت بلدة نعلين وداهمت منزل والد الشهيد معتز الخواجا، -وهو من الرعيل الأول لحركة "حماس" في نعلين، ومن مبعدي مرج الزهور- واعتقلته وصادرت مركبته.
واستشهد المعتز بالله الخواجا (23 عامًا) في مارس الماضي، بعد تنفيذ عملية إطلاق نار في شارع "ديزنغوف" وسط تل أبيب.
وفي مايو/ أيار الماضي، فجرت قوات الاحتلال، منزل ذوي الشهيد معتز الخواجا الذي يقع في الطابق الثاني من بناية سكنية مكونة من 4 طوابق في بلدة نعلين.
تغطية صحفية: "الاحتلال يعبث بمحتويات منزل الشيخ صلاح الخواجا بعد اعتقاله خلال اقتحامه لبلدة نعلين غرب رام الله". pic.twitter.com/XmoJ3KUbhi
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 25, 2023
وفي سياق متصل، اعتقل الاحتلال الشابين يوسف سائد هيجر وعزام واصل عزام من بلدة سلواد شرقي رام الله، فيما اعتقلت قوة خاصة إسرائيلية شابًا لم تعرف هويته بعد، من أمام مسجد سردا شمال المدينة، وفق ما نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
وفي مدينة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين هما أمير عمران ربحي برقان من منطقة سنجر، وسائد جبرين محمود مر من بلدة يطا، وعبد الله عيسى أبو هاشم من بيت أمر شمال المدينة الواقعة جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وأشارت وكالة "وفا" إلى أنّ قوات الاحتلال اقتحمت أحياء عدة في مدينة الخليل وفتشت عددًا من المنازل.
ويواصل الاحتلال اقتحام مناطق وأحياء في مدينة الخليل، وسط انتشار مكثف لطيران الاحتلال في إطار عمليات البحث والتمشيط عن منفذ عملية إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل مستوطنة وإصابة آخر بجروح حرجة.
مشاهد من المواجهات المندلعة مع قوات الاحتلال خلال الاقتحام المستمر لمدينة الخليل. pic.twitter.com/Ut4JEc4Fe1
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 25, 2023
أما في نابلس، فقد هاجم مستوطنون الليلة الماضية، المواطن الفلسطيني منجد جميل الشيخ إبراهيم (51 عامًا)، من بلدة كفر راعي بمحافظة جنين، أثناء مروره بالقرب من بلدة حوارة، جنوب نابلس.
وذكرت مصادر أمنية وذوو المصاب لوكالة "وفا "، أن مستوطنين من مستوطنة "يتسهار"، وتحت حماية قوات الاحتلال، هاجموا الشيخ إبراهيم بالحجارة أثناء مروره بشاحنته بالقرب من حوارة، ما أدى لإصابته بجروح ورضوض في مختلف أنحاء جسده.
اعتقال 40 فلسطينيًا الخميس
وأمس الخميس، اعتقل الجيش الإسرائيلي، 40 فلسطينيًا في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
وأفاد نادي الأسير (غير حكومي) بأن "الاعتقالات توزعت في محافظات طولكرم وجنين وقلقيلية ونابلس (شمال)، وأريحا (شرق)، بيت لحم (جنوب) إضافة إلى الخليل والقدس".
وتجري الاعتقالات الإسرائيلية عادة بمداهمة منازل الفلسطينيين في ساعات الليل والفجر، حيث ينقل المعتقلون إلى مراكز توقيف مؤقتة في مستوطنات قبل إحالتهم إلى مراكز التحقيق الرئيسية أو السجون، ويفرج عن بعضهم بعد ساعات أو أيام من التحقيق.
وتعتقل إسرائيل في سجونها 5100 فلسطيني، بينهم 33 أسيرة، 165 طفلاً، وأكثر من 1200 معتقلاً إداريًا، وذلك حتى نهاية شهر يوليو/ تموز الماضي.
تحذيرات فلسطينية من "الخطة الخمسية" الإسرائيلية
سياسيًا، حذر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، من الخطة الخمسية الجديدة المتعلقة بمدينة القدس المحتلة والتي أقرها الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا، مشددًا على أنها تهدف للسيطرة على القدس والمسجد الأقصى في ظل خشية الاحتلال من تصاعد عمليات المقاومة.
والخطة الخمسية، صدّقت عليها حكومة الاحتلال، للسنوات 2024 – 2028 في القدس المحتلة، وترمي في مجملها لتغيير هوية القدس الفلسطينية، وفي تفاصيلها مكامن تهويد خطيرة للمدينة برمتها.
وجاءت المصادقة بالإجماع بعد إصرار وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، المعروف بمواقفه الفاشية والعنصرية، على إخراج البند المتعلق بتعزيز التعليم الأعلى للشبان المقدسيين، بمبلغ 200 مليون شيكل، من الخطة.
وقال صبري في حديث لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: الخطة الخمسية تتضمن إجراءات تهويد مدينة القدس والعمل على إضفاء الصبغة اليهودية عليها والعمل على عزلها عن محيطها الإسلامي والعربي والفلسطيني؛ بحيث لا يستطيع أي شخص من المدن والقرى المحيطة بالقدس من فلسطين أن يأتي إليها.
وأضاف أن الخطة تهدف لتدمير الآثار الإسلامية التي تصادف الاحتلال وتنتشر في ربوع مدينة القدس، والتي تؤكد للاحتلال على الهوية الإسلامية للمدينة المقدسة، مشيرًا إلى أن محاولات الاحتلال لتهويد المدينة وجعلها عاصمة لدولته المزعومة لن تنجح.
ودعا صبري إلى ضرورة مواجهة تلك الخطة، مبينًا أن الاحتلال يخشى عمليات المقاومة وهبّات الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك.
ودعا إلى ضرورة أن تقوم كل الدول العربية والإسلامية بمسؤوليتها لمواجهة الخطة التهويدية للقدس المحتلة، مؤكدًا على أهمية تطبيق حب العرب للأقصى عملاً بالدفاع عنه ودعم المراطبين والمرابطات فيه ومواجهة الاحتلال.
وأشار إلى أن الخطة تهدف بشكل أساسي إلى إضعاف الوصول إلى المسجد الأقصى، تمهيدًا للسيطرة عليه ووضع الاحتلال يده على إدارته.
من جانبه، أكد الناطق باسم حركة حماس عن مدينة القدس محمد حمادة أن الاحتلال لا يزال يمعن في جرائمه البشعة، ويواصل مخططاته التهويدية في مدينة القدس المحتلة.
وبيّن حمادة في تصريح صحفي أن حكومة الاحتلال الفاشية تسابق الزمن لتطبيق مخططاتها الاستيطانية والتهويدية في القدس وأنها تكثّف من سياستها وإجراءاتها، في إطار الحرب الدينية المستعرة على القدس.
وشدد على أن “الخطة الخمسية” تستهدف جميع مناحي الحياة في مدينة القدس المحتلة، مشيرًا إلى أن الاحتلال خصص سدس ميزانياتها “للخطة الخمسية” التي تهدف لأسرلة التعليم.
وطالب بتكاتف جميع الجهود العربية والإسلامية لنصرة القدس والمسجد الأقصى من هجمة الاحتلال ومستوطنيه، مبينًا أن الشعب الفلسطيني لن يسمح للاحتلال بتمرير مخططاته.