استُشهد 5 فلسطينيين، من ضمنهم أحد أبرز قادة مجموعة "عرين الأسود" وديع الحَوَحْ، وأصيب أكثر من 20 آخرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، وُصفت إصابات 4 منهم بالخطيرة، وذلك خلال العملية العسكرية الإسرائيلية في البلدة القديمة في مدينة نابلس بالضفة الغربية.
وجال مراسل "العربي"، في نابلس، عميد شحادة قرب البيت الذي تحصّن فيه الحَوَح قبل استشهاده حيث ظهرت آثار الدمار في المكان نتيجة الاشتباك الذي حصل بعد مداهمة القوات الخاصّة الإسرائيلية مدعومة بقوات من جيش الاحتلال، والشرطة، وطائرات الاستطلاع.
من جهته، أكد مراسلنا في القدس أحمد دراوشة أن العملية استمرت لأكثر من 3 ساعات بمشاركة 140 مقاتلًا من قوات الاحتلال والجيش، وعناصر الشاباك، وقوات مكافحة الإرهاب.
وأضاف أن وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس هو من أعطى الأوامر، عند الساعة الثانية عشرة والنصف من ليلة أمس، لبدء العملية بعد عشر دقائق، بإشراف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ورئيس الشاباك.
وأشار دراوشة إلى أن المشاركة رفيعة المستوى في العملية تؤكد الخشية الإسرائيلية من تدهور الأوضاع في الضفة الغربية، واحتمال توسّع هذه العملية العسكرية.
وأوضح أن القوات الإسرائيلية انكشفت عندما شكّ صاحب صالون حلاقة بوصول السيارات الإسرائيلية التي كانت تحمل لوحات فلسطينية إلى المكان، وسرّب الخبر في أرجاء نابلس.
ونقل مراسلنا عن هيئة البث الإسرائيلية قولها إن الساعات المقبلة حاسمة لأنها تتوقّع ردًا على عملية اغتيال الحَوَح.
"عرين الأسود" مستمرّة بالمقاومة
وأشار مراسل "العربي" عميد شحادة، من نابلس، إلى أن حالة من الحزن الشديد تسيطر على نابلس، بعد اغتيال الحَوَح، وقبله بيوم واحد فقط القيادي تامر الكيلاني بعبوة ناسفة زُرعت في دراجة نارية.
وأفاد شحادة بأن الحَوَح هو ثاني أهم قيادي في "عرين الأسود" التي لا تتبع لأي فصيل سياسي فلسطيني وتنشط بشكل فردي في نابلس.
صواريخ مضادة للدروع وطائرات مسيرة في #نابلس.. قوات الاحتلال نتفذ عملية عسكرية خاصة تستهدف مجموعة "عرين الأسود"#فلسطين تقرير: أحمد بوطاف pic.twitter.com/mJRrqFbOAn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 25, 2022
وأوضح مراسلنا أن المجموعة حظيت بشعبية كبيرة في أوساط الشعب الفلسطيني، مضيفًا أن جيش الاحتلال يركّز بشكل كبير على هذه المجموعة، حيث فرض حصارًا على مدينة نابلس، لأن المجموعة التي بدأت أعدادها تتزايد، تنفّذ عمليات هجومية ضده، وضدّ المستوطنين المنتشرين في محيط مدينة نابلس.
وأشار شحادة إلى أن أعضاء "عرين الأسود" أكدوا أنهم مستمرّون بالمقاومة، وأن العمليات العسكرية الإسرائيلية والتصفية والاغتيال التي يتعرّضون لها "لن تؤدي إلى تراجع" عملياتهم ضدّ جيش الاحتلال والمستوطنين.
وأوضح أن الغضب الفلسطيني امتدّ إلى أرجاء أخرى في الضفة الغربية، حيث تحظى المجموعة بتأييد وشعبية كبيرة.
وعمّ الإضراب محافظات الضفة الغربية، اليوم الثلاثاء، حدادًا على أرواح الشهداء الستة في نابلس ورام الله، وتنديدًا بجرائم الاحتلال المتواصلة بحقّ الشعب الفلسطيني.
ودعت الفصائل، في بيانات منفصلة، الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى "تصعيد المقاومة ومواجهة العدوان الإسرائيلي".