يتواصل مسلسل الاقتحامات الإسرائيلية في مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة وسط تزايد الاغتيالات والاعتقالات في صفوف المقاومين الفلسطينيين.
فقد اقتحمت قوة إسرائيلية فجر اليوم الجمعة مدينة جنين وبلدة قباطية وقرية مثلث الشهداء في الضفة الغربية، لتندلع مواجهات مع المواطنين الفلسطينيين، حيث أعلنت مجموعات مقاومة للاحتلال تصديها للآليات والاقتحامات الإسرائيلية.
ويأتي ذلك بعد يوم من اغتيال وحدة إسرائيلية خاصة للشاب مصطفى الكستوني (32 عامًا)، الذي استشهد إثر إصابته برصاص الاحتلال في الرأس والصدر والبطن، خلال عدوان يوم أمس على جنين.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" عن مصادر أمنية قولها، إنّ قوات الاحتلال عاودت اقتحام مدينة جنين اليوم، وداهمت عدة أحياء فيها.
كما اقتحمت قرية مثلث الشهداء ومدخل بلدة قباطية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات مع تلك القوات التي أطلقت القنابل الصوتية والغاز السام المسيل للدموع والأعيرة النارية، وأصيب خلالها عدد من الشبان بحالات اختناق، بحسب "وفا".
لقطات جديدة توثق لحظة دخول القوات الخاصة الإسرائيلية إلى مدينة #جنين شمال #الضفة_الغربية. pic.twitter.com/NAiFezBEcV
— شو صار بلاس (@shusarplus) August 18, 2023
اشتباكات مع المقاومة
من جهتها، قالت وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"، إنّ اشتباكات مسلحة اندلعت بين مقاومين وقوات الاحتلال الإسرائيلي شمالي جنين، خلال عملية الاقتحام.
ونقلت الوكالة عن كتائب القسام - كتيبة جنين التابعة لحركة حماس تصدي عناصرها لقوات الاحتلال بالقرب من دوار الشهداء جنوب جنين، واستهدافها بصليات كثيفة من الرصاص والعبوات المتفجرة.
وأضافت الوكالة نفسها بأن سرايا القدس - مجموعات قباطية أعلنت استهداف آليات الاحتلال بصليات كثيفة من الرصاص على دوار الشهداء، فيما قالت كتائب شهداء الأقصى إن مقاوميها تصدوا لآليات جيش الاحتلال المقتحمة لمدينة جنين قرب الدوار نفسه.
وكانت مصادر قد أكدت لوكالة "وفا" أن قوات الاحتلال اقتحمت كذلك بلدة برقين وقرية طورة غرب جنين، وكثفت من انتشارها العسكري، في محيط بلدة يعبد وقراها.
الشهيد أبو سنينة
وفي القدس المحتلة، أعلن عن استشهاد الشاب حمزة أبو سنينة (30 عامًا)، متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها للمسجد الأقصى المبارك، قبل نحو عامين، حيث أصيب أبو سنينة في 7 أيار/ مايو 2021، الذي تزامن مع ليلة 26 رمضان، خلال صلاة التراويح.
"بالرُوح بالدّم نفديكَ يا أقصى". من تشييع الشهيد حمزة أبو سنينة في القُدس. pic.twitter.com/8hG1viVgAF
— Raghad🇵🇸 (@Raghadm_48) August 17, 2023
وتصدى أبو سنينة لجنود قوات الاحتلال المقتحمين للمسجد حينها، فأطلقوا عليه عيارا مطاطيا، تسبب له بكسور متعددة في الجمجمة، كما فقد عينه اليسرى، لينقل إلى إحدى المستشفيات، قبل أن تعتقله قوات الاحتلال بعد الإصابة بأيام من على سرير المستشفى، رغم وضعه الصحي الصعب، وتفرج عنه في وقت لاحق.
وعانى الشاب أبو سنينة من آثار الإصابة على مدار الأشهر الماضية، وتدهور وضعه الصحي قبل أسابيع، إلى أن توفي ليلة الخميس الجمعة.
وأبو سنينة متزوج ولديه طفلتان، وتسكن عائلته في حي باب حطة في البلدة القديمة في القدس المحتلة، وبعد زواجه انتقل للسكن في بلدة العيسوية شمال شرق المدينة.