السبت 16 نوفمبر / November 2024

الأرض تواجه "سيربيروس".. كيف تؤثر موجات الحر على جسم الإنسان؟

الأرض تواجه "سيربيروس".. كيف تؤثر موجات الحر على جسم الإنسان؟

شارك القصة

فقرة سابقة ضمن "صباح جديد" تتناول الآثار المميتة لارتفاع درجات الحرارة على جسم الإنسان (الصورة: غيتي)
يمكن أن يؤدي التعرض للحرارة الشديدة إلى مجموعة من المضاعفات الصحية مثل جفاف الجسم والإنهاك الحراري وضربة الشمس.

تجتاح درجات حرارة مرتفعة مناطق واسعة من نصف الكرة الأرضية الشمالي. فمن المتوقع أن تصل درجات الحرارة اليوم إلى 48 درجة مئوية في إيطاليا فيما اندلعت حرائق الغابات في أجزاء من إسبانيا.

وفي اليونان وكرواتيا، حذّرت السلطات من انقطاع التيار الكهربائي، حيث يعمل الملايين على تشغيل مكيفات الهواء للتغلب على الحرارة.

وقد أطلق على موجة الحر الشديد "سيربيروس" على اسم الوحش الأسطوري، ويأتي ذلك بعد أن شهد العالم "أحر أسبوع تم تسجيله على الإطلاق" في وقت سابق من هذا الشهر.

تأثير الحرارة على الجسم

وتوثر هذه الحرارة المرتفعة على جسم الإنسان، فتزيد تلك الموجات - وهي فترة ممتدة من الطقس الحار مقارنة بالظروف المتوقعة - من خطر تدهور الصحة وارتفاع عدد الوفيات، وفقًا لتقرير المخاطر العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2023.

وكان استشاري طب الأسرة وائل كرامة قد شرح في حديث سابق إلى "العربي" أن جسم الإنسان يحتوي على ثيرموستات، حيث أن منطقة تحت المهاد مسؤولة عن الحفاظ على حرارة جسم الإنسان عند 37 درجة مئوية.

ولفت كرامة إلى أن الجسم عند الحر الشديد يعمل على تبريد نفسه من خلال تبخر المياه على سطح الجلد. لكن المشاكل الصحية تحدث عندما يعجز الجسم عن تبريد نفسه ولاسيما عند القيام بنشاط جسدي. 

وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، فإن التعرض للحرارة الشديدة يمكن أن يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات، مثل الجفاف والإنهاك الحراري وضربة الشمس.

الجفاف

ويحدث الجفاف عندما يفقد الجسم سوائل أكثر مما يأخذه، ما يجعل الدم أكثر كثافة ولزوجة. كما أنه يخفض ضغط الدم، مما يجعل من الصعب دفع الدم في أنحاء الجسم. 

ويقول الخبراء إن هذا يمكن أن يؤدي إلى جلطات وسكتات دماغية. كما تصبح تقلصات العضلات أكثر شيوعًا بسبب الجفاف، حيث يتم فقدان الأملاح والمعادن الحيوية لوظيفة العضلات من خلال التعرق.

ويمكن أن يتسبب الجفاف في تقلص حجم الدماغ  مما يقلل من مستويات الطاقة ويجعل المهام اليومية تبدو أكثر صعوبة.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، فقد وجدت الدراسات أيضًا أن الحوادث والإصابات، مثل حوادث السيارات، تكون أعلى أثناء نوبات الحر. ويعتقد الخبراء أن السبب في ذلك هو أن الحرارة يمكن أن تتداخل مع التفكير، مما يجعل الأخطاء أكثر احتمالًا.

ويمكن أن يؤثر استنشاق الهواء الجاف والساخن والملوث على الجهاز التنفسي، مما يتسبب في شد وتضييق المسالك الهوائية، ويصعّب عملية التنفس ولاسيما لأولئك الذين يعانون من حالات مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن.

الإجهاد الحراري وضربة الشمس

وفي موجات الحر، يرتفع خطر الإصابة بالإجهاد الحراري وضربات الشمس. ويحدث هذا بسبب عدم شرب ما يكفي من السوائل وفقدان السوائل من خلال التعرق.

عادةً ما يكون للإجهاد الحراري عواقب طفيفة إذا تمكن المريض من الشعور بالبرد في غضون 30 دقيقة، ومع ذلك يجب التعامل مع ضربة الشمس كحالة طارئة.

ويعد التعب والدوار والصداع والشعور بالمرض علامات منبهة للإجهاد الحراري، إضافة إلى التعرق المفرط والتشنجات في الذراعين والساقين والمعدة وارتفاع معدل ضربات القلب وارتفاع درجة الحرارة.

أمّا ضربة الشمس فهي أكثر فتكًا. وتحدث عندما تصل درجة حرارة جسم الشخص إلى 40 درجة مئوية أو أعلى، وقد يصاب الشخص بنوبات صرع أو يفقد الوعي. ومرضى القلب وكبار السن والأطفال هم أكثر الفئات عرضة للخطر.

 

كما يمكن أن يؤدي الطقس الحار أيضًا إلى انتفاخ بعض أجزاء الجسم، مثل اليدين والقدمين والكاحلين، حيث تتسبب الحرارة في تمدد الأوعية الدموية، مما قد يتسبب في تسرب السوائل إلى الأنسجة المحيطة، فيحدث تورم يُعرف باسم الوذمة الحرارية.

وبالإضافة إلى حروق الشمس، يمكن أن يعاني الجلد أيضًا من الطفح الحراري، المعروف أيضًا باسم الحرارة الشائكة، في الطقس الحار. 

ما هي الحرارة القصوى التي يمكن للجسم تحملها؟

تشير الأبحاث إلى أن درجات الحرارة التي تزيد عن 35 درجة مئوية تعد مرتفعة بالنسبة للجسم.

وقد بحثت دراسة أميركية أجريت عام 2010 في مقدار ما يمكن أن يتحمله البشر باستخدام مقياس درجة حرارة المصباح الرطب - والذي يعطي رقمًا يجمع بين الرقم الموجود على مقياس الحرارة والرطوبة.

ووجدت أن درجة حرارة المصباح الرطب تبلغ 35 درجة مئوية - تساوي 35 درجة مئوية عند رطوبة 100% أو 46 درجة مئوية عند 50% من الرطوبة - كانت حول الحد الأعلى الذي يمكن للبشر تحمله لمدة ست ساعات.

فبمجرد أن يصبح الجو أكثر سخونة، لا يستطيع الجسم تبريد نفسه من خلال التعرق. لكن دراسات أخرى أشارت إلى أن الرقم قد يكون أقل من ذلك.

ففي ورقة بحثية نُشرت العام الماضي، خلص باحثون أميركيون إلى أن درجة حرارة المصباح الرطب تبلغ 31 درجة مئوية عند 100% من الرطوبة أو 38 درجة مئوية عند 60% من الرطوبة هو الحد الأقصى الذي يمكن للأشخاص العمل فيه.

تابع القراءة
المصادر:
العربي- ترجمات
Close