الإثنين 16 Sep / September 2024

الأضخم حول العالم.. قطر تواجه التحدّي المائي بخزانات إستراتيجية كبرى

الأضخم حول العالم.. قطر تواجه التحدّي المائي بخزانات إستراتيجية كبرى

شارك القصة

تقرير يرصد مشروع الخزانات الإستراتيجية الكبرى في قطر (الصورة: تويتر)
بينما يتزايد عدد سكان قطر، وتتوسّع عاصمتها، تسعى مؤسسة "كهرماء" التي تدير مشروع الخزّانات الكبرى إلى مواكبة تحدّي المياه.

تُعاني قطر من شحّ الأمطار، وندرة المياه الجوفية إضافة إلى ملوحتها، لكنّ معدل الاستهلاك الفردي للمياه العذبة في الدولة التي قسا عليها المناخ يُعتبر من بين الأعلى في العالم.

وأوجدت الدوحة حلولًا مبتكرة، وأهمها مشروع خزّانات المياه الإستراتيجية الكبرى، التي لم يسبق أن شُيّد مثلها حول العالم، وفقًا لموسوعة "غينيس" للأرقام القياسية.

وتبلغ السعة التخزينية للخزّانات 6 ملايين ونصف مليون متر مكعب.

وشرح بديع التميمي مدير مهندسي الإشراف بمشروع الخزانات الكبرى في حديث إلى "العربي"، أن مياه الشرب في قطر تأتي من محطتين رئيسيتين هما في رأس لفان، ورأس بو فنطاس، مضيفًا أن جرّ المياه يتم من محطات التحلية وتخزينها في المحطات الكبرى، ليتمّ بعدها تزويد المحطات الثانوية.

ويضمّ مشروع الخزانات الكبرى 15 خزانًا تنتشر في 5 مناطق حول الدوحة، تغذيها أنابيب عملاقة قطرها 2.4 أمتار، على امتداد 600 كيلومتر لربط الخزّانات الكبرى بمحطات التحلية وشبكة توزيع المياه.

وتوظّف غرفة التحكّم في محطة أبو نخلة تكنولوجيا سحب المياه وتخزينها وإدارتها. 6 أمتار فوق سطح الأرض، و6 في جوفها، بطول 300 مترٍ، وعرض 150 مترٍ. وتعادل مساحة الخزّان الواحد مساحة 9 ملاعب كرة القدم.

وبينما يتزايد عدد سكان قطر، وتتوسّع عاصمتها، تسعى مؤسسة "كهرماء" التي تدير مشروع الخزّانات الكبرى إلى مواكبة تحدّي المياه.

لكن هل تتوافق مشاريعها التي تعتمد على الطاقة في تحلية المياه وضخّها فعلًا مع الرؤية الحكومية لتحقيق تنمية مستدامة تنعدم فيها الانبعاثات الكربونية؟

وفي هذا الإطار، أكد جبر راشد جبر النعيمي مدير مشاريع المياه في مؤسسة "كهرماء" في حديث إلى "العربي"،  أن شركة "كهرماء" حرصت على توفير المياه والكهرباء بجودة عالية وفق المعايير العالمية وتحقيق أهداف رؤية قطر 2030، عبر مشاريع إستراتيجية تتماشى مع النمو السكاني والاقتصادي والعمراني بما لا يضرّ البيئة.

داخل الخزانات الكبرى، تتزاوج أحدث التقنيات مع أقدم أنظمة هيدرولوكية عرفها البشر لجرّ المياه. ويتيح التصميم الداخلي للخزّانات انسيابًا آليًا يمنع ركود المياه ويحفظ جودتها.

وحتى في حال الطوارئ وانقطاع التيار الكهربائي، ستستمر الخزّانات في تغذية شبكة المياه.

يضغط تغيّر المناخ على قطر، حيث يمثّل الأمن المائي أكبر تحدٍ لدولة حوّلت رمال الصحراء إلى أبراج فاخرة، وحواضر تستقطب ملايين البشر، لن يعطش فيها أحد مع وجود خزّانات مياه إستراتيجية هي الأضخم في العالم.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close