مع حلول الذكرى السنوية الأولى لمعركة "سيف القدس"، حذّر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إسرائيل من تنظيم مسيرة الأعلام، ودعا الشعب الفلسطيني إلى "حماية المسجد الأقصى، وعدم السماح بالعربدة داخله".
وفي كلمة له حول المناسبة نفسها، أمس الأحد، قال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النحالة: إنّ القدس هي عاصمة الفلسطينيين الأبدية، وما يجري من محاولة تهويد المسجد الأقصى لن يقبل به الفلسطينيين.
قرار المحكمة
وتأتي المناسبة في ظل سماح محكمة إسرائيلية للمستوطنين بأداء طقوس تلمودية خلال اقتحامات المسجد الأقصى، فيما حذّرت الرئاسة الفلسطينية من قرار المحكمة وإقامة ما يسمى بـ"مسيرة الأعلام" في القدس المحتلة الأحد المقبل، واعتبرت حماس أن حكم المحكمة هو تجاوز خطير.
بدوره، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في بيان له أنه لا نية لديه لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، مضيفًا أن قرار المحكمة ليس من شأنه أن يشكل قرارًا أوسع بشأن حرية العبادة في الأقصى، وسيتم الاستئناف عليه.
ورأى الباحث في الشأن الإسرائيلي، عصمت منصور أنّ قرار محكمة الصلح الإسرائيلية ينم عن حالة تشوش داخلية لدى الاحتلال وعدم تنسيق.
واعتبر منصور في حديث إلى "العربي"، من رام الله أن ما أعلنه بينيت حول الاستئناف ينم عن نتيجة إغراق القضاء الإسرائيلي بالمتطرفين والمستوطنين، الأمر الذي بدأ ينعكس على شكل تلك القرارات التي تورط إسرائيل بالمواجهات.
احتساب الخطوات
وأشار منصور إلى أن القرار لقي معارضة من قائد الشرطة الإسرائيلية، الأمر الذي يفسر بأن إسرائيل وخاصة في ظل الذكرى السنوية الأولى لمعركة سيف القدس تحاول احتساب خطواتها بشكل جيد، كونها تدرك أن أي خطوة غير محسوبة قد تجرها إلى مواجهات في أكثر من جبهة.
وحول مسيرة الأعلام، قال منصور إنه لا يزال هناك متسع من الوقت لإلغائها، أو مناقشتها كون الموافقة عليها جاءت من الشرطة، فيما سيناقشها جهاز الشاباك، لا سيما في ظل التوتر السياسي داخل حكومة بينيت حول الموضوع.
وفي شهر مايو/ أيار من العام الماضي، وبعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق عملية "حارس الأسوار"، ردًا على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، أطلقت غرفة العمليات المشتركة للفصائل الفلسطينية في القطاع اسم "سيف القدس" على المعركة مع الاحتلال الإسرائيلي، التي استمرت لمدة 11 يومًا، أخفقت إسرائيل خلالها من تحقيق أهدافها لكنها انتقمت من الفلسطينيين باستهداف المدنيين والبنية التحتية للقطاع.
ووصل عدد ضحايا العدوان 232 شهيدًا، بينهم أطفال ونساء ومسنون، فيما استهدفت المقاومة لأول مرة بالصواريخ منشآت إسرائيلية عسكرية داخل المنطقة الخضراء.