الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

الأمم المتحدة تحذّر.. ملايين الأفغان يواجهون شبح المجاعة

الأمم المتحدة تحذّر.. ملايين الأفغان يواجهون شبح المجاعة

شارك القصة

طفل يحمل الخبز على رأسه أثناء سيره في شارع بكابل (غيتي)
طفل يحمل الخبز على رأسه أثناء سيره في شارع بكابل (غيتي)
يقول برنامج الأغذية العالمي إن أسعار المواد الغذائية قفزت في أفغانستان منذ أن دمرت ثاني موجة جفاف في أربع سنوات حوالي 40% من محصول القمح.

كشفت وكالات إغاثة أن كثيرين في أفغانستان كانوا يعجزون عن توفير الطعام لعائلاتهم في موجة جفاف شديدة تعصف بالبلاد حتى قبل استيلاء مقاتلي طالبان على السلطة الشهر الماضي، وأن الملايين أصبحوا مهددين بالمجاعة في ظل عزلة الدولة وانهيار الاقتصاد.

وقالت ماري-إيلين ماكجرورتي مديرة برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في أفغانستان: "في الوضع الراهن، لا توجد شبكات أمان وطنية... منذ 15 أغسطس/ آب، نشاهد بأعيننا الأزمة تتصاعد وتستفحل فيما تقترب خطى انهيار اقتصادي وشيك في هذا البلد".

وفي مقطع فيديو من شهر أغسطس قدمه برنامج الأغذية العالمي، تظهر نساء أفغانيات يخفين وجوههن خلف البراقع وأجسادهن من الرأس لأخمص القدمين، ورجال يعتمرون العمائم كلهم واقفون بانتظار تلقف الإمدادات في مركز توزيع الأغذية التابع للأمم المتحدة بمدينة مزار الشريف شمالي البلاد.

وظهر في المقطع رجل ملتحٍ وهو يغادر المكان ينحني ظهره بضغط جوال يزن 46 كيلوغرامًا من الطحين المدعم.

موجة جفاف تفاق الأزمة الإنسانية

ويقول برنامج الأغذية العالمي "إن أسعار المواد الغذائية قفزت منذ أن دمرت ثاني موجة جفاف في أربع سنوات حوالي 40% من محصول القمح".

ويضيف أن "ملايين الأفغان قد يواجهون شبح المجاعة قريبًا بسبب مزيج من عوامل الصراع والجفاف وجائحة كوفيد-19". 

ووجه البرنامج نداءً عاجلًا بطلب 200 مليون دولار محذرًا من أن إمدادات برنامج الأغذية العالمي ستنفد بحلول أكتوبر/ تشرين الأول مع حلول فصل الشتاء.

وقالت ماكجرورتي: "الموقف الذي تتكشف أبعاده في اللحظة الراهنة شنيع وقابل لأن يتحول إلى كارثة إنسانية".

كما أعلن مسؤول آخر بالأمم المتحدة يعمل في أفغانستان أن "طالبان تعتمد على الأمم المتحدة وهم يعرفون ذلك... لا يمكنهم توفير الطعام للناس".

علاوة على ذلك لا يحصل موظفو الخدمة المدنية على رواتبهم، وتراجعت قيمة العملة، وفرضت البنوك قيودًا على السحوبات عند حد 200 دولار في الأسبوع منذ استيلاء طالبان على السلطة، بحسب ماكجرورتي.

وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان إن "برنامج الأغذية العالمي يواصل عملياته بجميع أنحاء أفغانستان ويمكنه استيراد السلع الغذائية من أوزبكستان وباكستان، وقام بتوصيل الإمدادات إلى 200 ألف شخص في الأسبوعين الماضيين"، معربة عن أملها في إعادة جسر جوي إلى مطار كابل.

 550 ألف أفغاني شردهم القتال والجفاف

وقابلت ماكجرورتي وهي إيرلندية مخضرمة في مجال المساعدات الإنسانية بعضًا من 550 ألف أفغاني شردهم القتال والجفاف هذا العام، وأصبحوا يعيشون الآن في خيام مؤقتة. وزارت في يونيو/ حزيران مراكز في مزار الشريف توزع الطحين والزيت والعدس والملح.

وقالت: "أرى الشحوب والألم على الوجوه، بعد أن أصبح عليهم أن يمدوا أيديهم طلبًا لأي شيء لإطعام أطفالهم".

وأضافت في إشارة إلى الجفاف الذي تعرضت له أفغانستان بين 2017 و2018: "يواجه الناس مرة أخرى وضعًا لا يجدون فيه الطعام لا في غرفة التخزين ولا على المائدة، ويضطرون لبيع الأصول القليلة أو الماشية".

وقالت إن "قلة الثلوج والأمطار تركت الحقول فريسة للجفاف وتحولت إلى "حقول من التراب" في منطقتي مزار الشريف وهرات، إلى الغرب، اللتين ضربهما الجفاف".

انعدام الأمن الغذائي في أفغانستان

ويؤثر سوء التغذية بالفعل على طفل بين كل طفلين دون سن الخامسة في أفغانستان، حيث يواجه 14 مليون إنسان وهو ما يوازي ثلث السكان أزمة "انعدام أمن غذائي" حادة، على حد وصف برنامج الأغذية العالمي.

أما اقتصاديًا فقد رجّحت شركة الاستشارات الاقتصادية العالمية "فيتش سوليوشن" انهيار الاقتصاد الأفغاني بعد الانسحاب السريع للقوات الأميركية من البلاد، وعودة حركة طالبان إلى السلطة.

وتتوقع "فيتش" حاليًا انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلاد بنسبة 9.7% مع انخفاض آخر بنسبة 5.2% العام المقبل، بينما توقعت سابقًا نموًا بنسبة 0.4% لهذا العام.

وتُعتبر أفغانستان واحدة من بين 23 دولة صنفتها الأمم المتحدة في تقرير صدر في يوليو/ تموز الماضي، على أنها "بؤر للجوع".

تابع القراءة
المصادر:
العربي، رويترز
تغطية خاصة