Skip to main content

الأمم المتحدة ترى انفتاحًا على المحادثات.. حاكم دارفور لـ"العربي": أولويتنا وقف الحرب

السبت 29 أبريل 2023

أكّد حاكم إقليم دارفور ميني أركو مناوي اليوم السبت، في تصريحات خاصة لـ"العربي"، أنّ لديهم اتصالات مع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للتوصل إلى حل ينهي الاشتباكات.

وجاءت تصريحات مناوي في وقت أكد فيه المبعوث الدولي إلى السودان أن الطرفين المتحاربين منفتحان بشكل أكبر على المفاوضات، وأقرّا بأنّ الصراع الذي اندلع منذ أسبوعين لا يمكن أن يستمر.

الأولوية لوقف الحرب

وفي تصريحاته لـ"العربي"، اعتبر مناوي أن ما يجري في السودان عبارة عن "حرب للصراع على السلطة جرى الإعداد لها منذ نحو ثلاثة أشهر"، حسب رأيه.

وقال إنّ المبادرة المقدمة تقضي بوقف الحرب والبدء بعملية حوار عسكري بين الطرفين، مؤكدًا أن الأولوية الآن لوقف الحرب وفتح ممرات إنسانية.

من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس لوكالة "رويترز": إن "الطرفين رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرحت إقامتها إما في جدة بالسعودية أو في جوبا بجنوب السودان"، لكنه استطرد قائلًا: إن "ثمة سؤالًا عمليًا حول ما إذا كان بوسعهما الذهاب إلى أي من المكانين "للجلوس معًا فعليًا".

وأضاف أنه لم يُحدَّد جدول زمني لإجراء محادثات.

قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو - وسائل التواصل

وبدت احتمالات إجراء مفاوضات بين زعيمي الطرفين واهية حتى الآن. وأمس الجمعة، قال قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في مقابلة إنه لن يجلس أبدًا مع قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو، ووصفه بأنه "زعيم التمرد".

وقال دقلو المعروف باسم حميدتي إنه "لن يجري محادثات إلا بعد أن يوقف الجيش القتال".

وقُتل المئات منذ 15 أبريل/ نيسان، حينما تفجر صراع طويل على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع متحولًا إلى قتال.

وأشار بيرتس إلى أنه قال لمجلس الأمن: إن كلا من الطرفين كان يعتقد أن بوسعه الانتصار في الصراع، وذلك خلال أحدث إفادة منذ يومين، لكنه قال أيضًا إن المواقف تتغير.

وأضاف: "يعتقد كلاهما أنه سينتصر، لكن كليهما أكثر انفتاحًا نوعا ما على المفاوضات. لم تكن كلمة ‘مفاوضات‘ أو ‘محادثات‘ حاضرة في خطابيهما خلال الأسبوع الأول أو نحو ذلك".

وذكر بيرتس أنه في ظل إلقاء الطرفين بيانات تقول إن الطرف الآخر عليه "الاستسلام أو الموت"، يقولان أيضًا "حسنا، إننا نتقبل... شكلًا ما من المحادثات".

وتابع "أقر كلاهما بأن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر".

وبينما يشن الجيش ضربات جوية يومية، ويقول إنه لا يزال يسيطر على المنشآت المهمة، يقول السكان إن قوات الدعم السريع لديها وجود قوي على الأرض في العاصمة الخرطوم.

وتسبب القتال بين الطرفين في إلحاق الضرر بالبنية التحتية للكهرباء والمياه والاتصالات، واجتاحت أعمال النهب الشركات والمنازل. وفر عشرات الآلاف من السودانيين إما إلى بلدات أخرى، أو إلى الدول المجاورة.

تطوير آلية مراقبة لتنفيذ الهدنات

وقال بيرتس إن المهمة التي لا تحتمل التأخير هي تطوير آلية مراقبة لتنفيذ الهدنات التي وافق الطرفان عليها عدة مرات، لكنها فشلت في إيقاف القتال.

وطُرحت جدة كمكان للمحادثات "العسكرية الفنية"، بينما طُرحت جوبا في إطار مقترح إقليمي من دول شرق إفريقيا كساحة للمحادثات السياسية.

وقال بيرتس: إن علامات على قرب اندلاع صراع كانت ظاهرة في بداية أبريل، إذ كافح الوسطاء الدوليون والمحليون لتخفيف حدة التوتر، لكنهم اعتقدوا أن "وقف تصعيد مؤقتًا" تحقق في الليلة السابقة لاندلاع القتال.

الحرب في السودان تدخل أسبوعها الثالث

ميدانيًا، تعرضت طائرات كانت تقوم بغارات فوق الخرطوم السبت لنيران كثيفة، فيما تدخل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع أسبوعها الثالث، على الرغم من هدنة جديدة، وجهود دولية في محاولة لوقف القتال.

وغرق السودان في الفوضى منذ تفجر في منتصف أبريل/ نيسان الصراع الدامي على السلطة بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ونائبه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف ب "حميدتي".

ورغم موافقة الطرفين الخميس على تمديد الهدنة لثلاثة أيام أخرى بوساطة الولايات المتحدة والسعودية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة، إلا أن أعمال العنف مستمرة في العاصمة ومناطق أخرى، وخصوصًا دارفور. ويتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن انتهاك الهدنة.

ويعاني السكان، الذين يحاولون الفرار أو يعيشون حلف جدران منازلهم المغلقة، من أزمات شاملة مع انقطاع المياه والكهرباء ونقص الغذاء.

"وضع خطير" في غرب دارفور

في غرب دارفور، قتل 96 شخصًا على الأقل منذ الإثنين في مدينة الجنينة، بحسب المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي وصفت الوضع بأنه "خطير".

وتتزايد أعمال النهب والتدمير وإشعال الحرائق بما في ذلك داخل مخيمات النازحين، بحسب منظمة أطباء بلا حدود التي اضطرت إلى "وقف كل أعمالها تقريبًا في غرب دارفور" بسبب العنف، بحسب ما قال نائب مدير المنظمة في السودان سيلفان بيرون.

وحذر بيرون في بيان من أن منظمته "قلقة جدًا من تأثير أعمال العنف تلك على الأشخاص الذين سبق أن عانوا موجات من العنف".

وشهد إقليم دارفور حربًا دامية بدأت في العام 2003 بين نظام الرئيس السابق عمر حسن البشير، ومتمردين ينتمون إلى أقليات إثنية في الاقليم، ما أسفر عن مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2,5 مليونًا آخرين، وفق الأمم المتحدة.

لقاء جمع البرهان بحميدتي ساعات قبل اندلاع المعارك

وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة الخرطوم، كشف نائب حاكم إقليم دارفور محمد عيسى عليو، وهو أيضًا عضو في لجنة وطنية، أنه التقى و3 شخصيات من حركات الكفاح برئيس المجلس سيادة الفريق أول عبد الفتاح برهان ومحمد حمدان دقلو نائب رئيس المجلس السيادة قبل ساعات من اندلاع الصراع، حيث حذروا من تبعات الحرب الدائرة في البلاد.

وأضاف أن اللجنة على تواصل مع البرهان وحميدتي، قبل التدخل الدولي لوقف إطلاق النار، حيث بحثت الهدنة، ويعملون على تطويرها إلى وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن اللجنة قدمت ورقة كاملة في هذا الخصوص.

وبشأن الاشتباكات والمعارك القبلية الدائرة في غرب إقليم دارفور، أوضح عليو أن الإقليم فيه 5 ولايات، وكانت قد تأثرت بسياسات النظام السابق، بالتفرقة القبلية والعرقية والتخلف التنموي والخدمي، مشيرًا إلى وجود مشكلة حقيقية في غرب دارفور كادت أن تكون عرقية، وعندما تأزمت الأوضاع في الخرطوم انعكست تمامًا على الولاية، وعاشت أيام عصيبة جدًا.

وفيما أضاف أن الإقليم فقد الكثير من الأرواح، لكن حدة الاشتباكات خفت منذ أمس الجمعة، أشار عليو إلى أنه من الصعوبة التكهن بعدد الإصابات.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة