مدّدت الأمم المتّحدة أمس الإثنين، قرار إعفاء 13 من مسؤولي طالبان من حظر السفر لشهرين إضافيين على الأقلّ، لكنّ هذا التمديد لم يشمل اثنين من المسؤولين في الحركة عن القطاع التربوي في البلاد.
فحاليًا، يتأثر 41 عضوًا فقط من أعضاء إدارة طالبان بحظر السفر بعد أن تم تعليقه جزئيًا قبل ثلاث سنوات، للسماح لـ 15 عضوًا بالمشاركة في محادثات السلام.
ومنذ تسلّمت الحركة الحكم في أفغانستان صيف 2021، لا تنفكّ المنظّمة الدولية تمدّد العمل بهذا الإعفاء كلّ ثلاثة أشهر، لكنّ التمديد هذه المرة أتى لمصلحة 13 من أصل 15 مسؤولًا في الحركة.
رسالة للقطاع التربوي الأفغاني
أما المسؤولان اللذان حرما من هذا الإعفاء فهما مساعد وزير التعليم بالإنابة سعيد أحمد شيدخيل ووزير التعالي بالتكليف عبد الباقي بصير أول شاه الشهير باسم عبد الباقي حقاني.
كما ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية أن قرار الحرمان الأخير أتى عقب مطالبات لجماعات حقوق الإنسان لمنظمة الأمم المتحدة بإنهاء التنازل الذي يسمح لأعضاء طالبان الأكثر مسؤولية عن اضطهاد النساء في أفغانستان وحرمانهن من التعليم، بالسفر إلى الخارج.
وعليه، فإنّ هذين الوزيرين لم يعودا يستفيدان من الإعفاء من قرار حظر السفر الصادر بحقّهما، بعد أن انتهى أمس الإثنين تلقائيًا العمل بهذا الإعفاء، في أول ردّ فعل صارم من قبل الأمم المتحدة على التراجع الكبير لحقوق النساء والفتيات في أفغانستان.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإنّ القرار اتّخذته لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة والمكلفة بأفغانستان والتي يتمثّل فيها أعضاء مجلس الأمن الخمسة عشر.
وصرّح دبلوماسيون للوكالة أنّه بعد مفاوضات شاقّة بين أعضاء مجلس الأمن الدولي الـ 15 تمّ التوصّل إلى حلّ وسط ينصّ على تمديد الاعفاء لقادة طالبان الثلاثة عشر "60 يومًا + 30 يومًا".
ونظرًا للوضع الراهن في أفغانستان، أيّدت بعض الدول إلغاء الإعفاء بالكامل، لكنّ دولًا أخرى، قريبة إلى حدّ ما من أفغانستان، لم توافق على تبنّي هذا النهج المتشدد، بحسب دبلوماسيين.
المرأة الأفغانية في عهد طالبان
بدورها قالت أصيلة وردك، الناشطة في مجال حقوق المرأة الأفغانية والدبلوماسية السابقة: "نتحدث عن حظر سفر لقادة طالبان، حسنًا، حظر السفر الحقيقي هو على النساء الأفغانيات اللواتي بالكاد يُسمح لهن بالخروج من منازلهن. لكن مع ذلك، تتمتع طالبان بكل مزايا السفر".
فمنذ عودتها إلى السلطة في أغسطس/ آب، قلّصت طالبان المكاسب الهامشية التي حققتها النساء خلال فترة التدخل العسكري الأميركي في أفغانستان التي استمرت عقدين.
وفرضت العديد من القيود حتى الآن أبرزها حظر عشرات آلاف الفتيات من ارتياد المدارس الثانوية بينما منعت النساء من العودة إلى العديد من الوظائف الحكومية، كما أصدرت أمرًا يقضي بضرورة ارتداء النساء البرقع في الأماكن العامة وتغطية وجوه المذيعات أثناء ظهورهن على الهواء.
كما منعت النساء من السفر في رحلات داخلية أو دولية من دون رجل يرافقهن له صلة قرابة من الدرجة الأولى، بينما لم يعد يسمح لهن أيضًا بزيارة الحدائق العامة في العاصمة إلا في أيام منفصلة عن تلك المخصصة للرجال.