الجمعة 20 Sep / September 2024

الأولى من نوعها.. ما دلالات زيارة المبعوث الأممي لليمن إلى طهران؟

الأولى من نوعها.. ما دلالات زيارة المبعوث الأممي لليمن إلى طهران؟

شارك القصة

تُطرَح تساؤلات حول دلالات زيارة غريفيث التي تأتي بعد التغيير في السياسة الأميركية تجاه اليمن، وحول موقف الحكومة من المعادلة التي تذهب باتجاهٍ يعاكس ما كانت تأمل به.

بدأ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث زيارةً لم تكن مرتقبة وهي الأولى من نوعها إلى إيران للقاء القادة والمسؤولين في طهران لبحث سبل التوصّل لحلّ سياسيّ للنزاع على الأرض اليمنية عن طريق التفاوض.

وتُطرَح تساؤلات حول دلالات زيارة غريفيث التي تأتي بعد الموقف الأميركيّ الجديد تجاه اليمن، وحول موقف الحكومة اليمنية من المعادلة الأميركية التي تذهب باتجاهٍ يعاكس ما كانت تأمل به الشرعية بتصنيف جماعة الحوثي منظمةً "إرهابية".

وتتزامن الزيارة أيضًا مع استمرار التجاذب الأميركيّ-الإيرانيّ، على خلفيّة الملف النووي، وسط اتهاماتٍ متبادلة وتقاذفٍ للكرة بين الجانبيْن، في وقتٍ تتسع مساحة الشد بين طهران وواشنطن، وترمي في رحاها إدارة الرئيس بايدن ما أمكن من الملفات الصلبة واللينة.

إيران "لن تدّخر أي جهد"

ويؤكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران عماد إبشناس أن إيران أعلنت مرارًا وتكرارًا أنها جاهزة للجلوس على أي طاولة مفاوضات يمكن أن تؤدي لحلّ الأزمة اليمنية.

ويشير إبشناس، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، إلى أنّه ليست هناك أي حدود لما يمكن أن تقدمه إيران للمساعدة في حلّ الأزمة اليمنية، مشدّدًا على أنّ إيران لطالما أبدت جهوزية للمساعدة في حلّ مختلف أزمات المنطقة.

ويلفت إلى أنّ الائتلاف السعودي كان يضغط على غريفيث كي لا يزور إيران ولا يلتقي بالإيرانيين، لكن بعد تغيير السياسة الأميركية، جاء غريفيث إلى طهران طالبًا المساعدة والدعم.

ويجزم أنّ إيران "لن تدّخر أي جهد في هذا المجال، ويهمّها كثيرًا أن تُحَلّ الأزمة اليمنية"، مشيرًا إلى أنّها تعتقد أنّ ذلك يمكن أن يكون مَدخَلًا لحلّ العديد من الأزمات الإقليمية، وعلى رأسها الأزمة السعودية الإيرانية.

سبب "المأساة" في اليمن

في المقابل، يرى الدبلوماسي اليمني السابق عبد الوهاب طواف أنّ ما يصفها بـ"ميليشيات الحوثي" هي سبب المأساة في اليمن، ويشير إلى أنّ هذه الجماعة ترتبط بإيران سياسيًا وعقائديًا وتسليحًا وفكرًا، وعلى كلّ المستويات.

ويعتبر، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ ما يحدث في اليمن هو حرب بين هذه الجماعة التي تتبع لإيران والشعب اليمني، مشدّدًا على أنّ المشكلة الأساسيّة هي في هذه الجماعة التي انقلبت على الدستور والقوانين والأنظمة ومخرجات الحوار، ودفعت باليمن إلى محرقة، بأفكار إيران وسلاحها.

ويعرب طواف عن اعتقاده بأنّ العنصر الخارجيّ سيؤثّر، لكنّه لن يؤدي لفرض السلام الذي يريده الشعب اليمني، أو بما يتناسب مع مصالح الشعب اليمني.

ضغوط على إدارة بايدن

من جهته، يتحدّث رئيس دائرة البحوث في المركز العربي في واشنطن عماد حرب عن عوامل عدّة تدفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى التعامل بمقاربة مختلفة مع الأزمة اليمنية، التي يشير إلى أنّها أثّرت كثيرًا على سمعة الولايات المتحدة.

ويوضح حرب، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، أنّ هناك الكثير من الضغوط على إدارة بايدن من الداخل، ولا سيما من الكونغرس، وبالأخص من الحزب الديمقراطيّ، لجهة ضرورة عمل الولايات المتحدة لإنهاء الحرب.

ويلفت حرب إلى أنّ ما يحاول بايدن القيام به هو "التوفيق" بين الساحة الداخلية الضاغطة عليه، والساحة الخارجية. ويعرِب عن اعتقاده بأنّ المرحلة المقبلة ستكون "معقّدة جدًا".

ومع تقديره لزيارة غريفيث إلى طهران، يشدّد حرب على أنّ حلّ المسألة اليمنية ليس في طهران، وإنما في صنعاء وعدن قبل أيّ مكانٍ آخر، بمعنى أنّ الحل يجب أن يكون يمنيًا بالدرجة الأولى.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close