يعاني اللبنانيون من الانقطاع المتكرر لخدمة الإنترنت التي تربك مفاصل حياتهم وتعطل مصالحهم، وهو ما يفاقم صعوباتهم الاقتصادية حيث يعتمد الآلاف منهم على الشبكة العنكبوتية في أعمالهم.
ويشكو اللبنانيون من اضطرابات شبكة الإنترنت التي تتأثر بدورها بأزمات البلاد المتلاحقة، من انقطاع الكهرباء وشح مادة الوقود، وأضيف إليها إضراب نفذه موظفو "أوجيرو" الهيئة المسؤولة عن تزويد خدمات الإنترنت والتابعة لوزارة الاتصالات.
ويطالب المضربون برفع أجورهم، ما تسبب في توقف تام لخدمة الإنترنت على مختلف الأراضي اللبنانية، علمًا بأنّ الموظفين علّقوا إضرابهم إفساحًا في المجال أمام المفاوضات لتحقيق مطالبهم.
انعكاس لأزمة خانقة
ويقول المواطن حسين عبد الله الذي قصد أحد المقاهي التي تزود زبائنها بالإنترنت: "حياتنا اليوم كلها مرتبطة بالإنترنت إن كان للترفيه أو للعمل أو للتدريس، فنحن بحاجة لهذه الخدمة بكل مفاصل حياتنا ونريدها على الأقل لتمرير هذه الأيام الصعبة".
أما ملف الإنترنت، فهو أحدث انعكاس لواحدة من أسوأ الكوارث الاقتصادية في تاريخ لبنان والعالم، والتي تدفع اللبنانيين إلى هوة الفقر.
في المقابل، لم تعدل أجور موظفي "أوجيرو" ومؤسسات القطاع العام الأخرى لاستيعاب التضخم المرتفع، وفقدان الليرة اللبنانية خلال 3 سنوات أكثر من 90% من قيمتها مقابل الدولار الأميركي.
تعطل مصالح الناس
بدوره، يؤكد سعيد خريس وهو سائق أجرة لبناني تفاقم معاناتهم بسبب ارتفاع سعر مادة البنزين واضطراب خدمة الإنترنت إلى جانب رفع تعرفة الاتصالات، مضيفًا أن هذا الأمر أثر على عمله أيضًا إذ "يصعب الآن استقبال طلبات الزبائن نتيجة ضعف الإنترنت وأيضًا عدم قدرته على الولوج إلى تطبيق الخرائط للوصول إلى وجهته".
ووافقت الحكومة اللبنانية على رفع أسعار الاشتراك في الإنترنت والهاتف، فيما قالت إنها زيادات ضرورية لاستمرار قطاع الاتصالات المتعثر، ولكن مخاوف من تصعيد أكبر في أزمة الإنترنت التي تهدد تفاصيل حياة اللبنانيين وتضاف إلى أزمات خانقة يبدو حتى الآن أفقها مسدودًا ليبقى مصير الشبكة مجهولًا.
