الخميس 14 نوفمبر / November 2024

الإيغور في الصين.. أقلية مسلمة تواجه "إبادة ديمغرافية ممنهجة"

الإيغور في الصين.. أقلية مسلمة تواجه "إبادة ديمغرافية ممنهجة"
الجمعة 5 فبراير 2021

شارك القصة

الصين الإيغور
يخضع أكثر من مليون من الإيغور وغيرهم من الأقليات المسلمة للاحتجاز في معسكرات إعادة تأهيل سياسي في منطقة شينغيانغ (غيتي)

تتجه أنظار الحقوقيّين إلى الصين مجدّدًا. فقد حركت التقارير الإعلامية حول الممارسات التي ترتكبها السلطات الصينية بحق الإيغور وغيرهم من المسلمين القضية بعد طول انكفاء، ولو أنّها لم ترتقِ لمستوى تحويلها لقضية رأي عام، بما يتيح تغيير مصير هذه الفئة المهمَّة.

وفي التفاصيل، نشرت شبكة "بي بي سي" تقريرًا عن التعذيب والاعتداءات التي تتعرض لها النساء في المعسكرات التي تحتجز فيها السلطات الصينية الإيغور وغيرهم من المسلمين، في منطقة شينجيانغ غربي البلاد. 

وأكّدت مديرة شؤون الصين في "هيومن رايتس ووتش"، صوفي ريتشاردسون، أنّ أزمة الإيغور شبيهة بتلك التي يمرّ بها مسلمو الروهينغيا في ميانمار، والفرق بينهما، بحسب تصريحها، هو أنّ ردّ فعل المجتمع الدولي عليها كان أضعف بكثير.

الأقلية المضطهدة

ما لا تعرفه عن انتهاكات الصين ضد الإيغور!

الإيغور مسلمون من أصل تركي، ويعيش حوالي 11 مليون منهم في غرب الصين. يشكلون أقل من نصف سكان منطقة شينجيانغ البالغ عددهم 26 مليون نسمة، علمًا أنّ شينجيانغ تقع في أقصى غرب الصين، وهي أكبر منطقة في البلاد، كما أنّها منطقة تتمتع بالحكم الذاتي بعيدًا عن بكين. 

وفي أغسطس 2018، كشفت لجنة تابعة للأمم المتحدة أن ما يصل إلى مليون مسلم من الإيغور ومسلمين آخرين قد يكونون محتجزين في هذه المنطقة، حيث يقال إنهم يخضعون لبرامج "إعادة التعليم".

تعذيب منظم

تندُر الروايات المباشرة من داخل معسكرات الاعتقال، لكن العديد من المعتقلين السابقين وأحد الحراس قالوا لـ"بي بي سي" إنهم تعرضوا أو شاهدوا أدلة على وجود نظام منظم للاغتصاب الجماعي والاعتداء الجنسي والتعذيب باستخدام الصعق الكهربائي. 

قبضت السلطات الصينية على من لهم أقارب في 26 دولة "حساسة". وتشير التقارير إلى أن الصين تعمدت إبقاء الأقارب واحتجازهم لثني أولئك الذين يغادرون عن التحدث علانية. 

وبحسب ما تنقله جماعات حقوق الإنسان، فإن الحكومة الصينية جردت الإيغور تدريجيًا من العديد من الحريات البديهية، وعلى رأسها حريتهم الدينية. وبلغت ذروتها في نظام قمعي من المراقبة الجماعية والاحتجاز والتلقين العقائدي.

وقد دفعت هذه السلوكات، الأفراد المحتجزين للضياع والأمراض النفسية وغيرها من الأمور. وتروي إحدى المعتقلات المفرج عنها: "يقولون إن الناس أطلق سراحهم، لكن في رأيي كل من يغادر المخيمات قد انتهى".

إبادة ممنهجة

معاناة الإيغور .. حتى المقابر لم تسلم

أكثر من ذلك، تمارس السلطات الصينية التعقيم القسري للإيغور في شينجيانغ، وفقًا لتحقيق أجرته وكالة "أسوشيتد برس" مؤخرًا. وقد انخفض معدل المواليد في شينجيانغ في السنوات القليلة الماضية، وفقًا لبحث مستقل - وهو تأثير وصفه محللون بأنه "إبادة جماعية ديموغرافية".

وتقول "هيومن رايتس ووتش" إن شعب الإيغور على وجه الخصوص يخضعون لمراقبة مكثفة وهم مطالبون بإعطاء عينات من الحمض النووي والقياسات الحيوية.

كما يخضع المعتقلون لفحوصات طبية غير مبررة، ويجبرون على تناول الأدوية وتلقي اللقاحات والحقن بالقوة. ويحجب الطعام عن المحتجزين بسبب مخالفات مثل الفشل في حفظ مقاطع من كتب عن الرئيس الصيني شي جين بينغ بدقة. وتقول جماعات حقوقية إن الأشخاص في المعسكرات أجبروا على تعلم لغة الماندرين الصينية وانتقاد أو نبذ عقيدتهم.

رد فعل

الصين تجبر آلاف الإيغور على العمل القسري

فرض الرئيس الصيني بينغ هذه السياسة في التعامل مع الإيغور. وتلقي السلطات اللوم على عدد من الهجمات على الانفصاليين في شينجيانغ وخارجها على مدار العقد الماضي. وأدّت تلك الهجمات إلى مقتل حوالي 200 شخص معظمهم من الهان الصينيين. 

زار الرئيس الصيني شينجيانغ عام 2014 في أعقاب هجوم شنه انفصاليون. وبعد فترة وجيزة، وطبقاً للوثائق المسربة لصحيفة نيويورك تايمز، وجه المسؤولين المحليين للرد "بلا رحمة على الإطلاق". وقالت الحكومة الأميركية الشهر الماضي إن تصرفات الصين منذ ذلك الحين ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية. 

وتقول الصين إن تقارير الاعتقال الجماعي والتعقيم القسري وغيرها "أكاذيب ومزاعم سخيفة". ولم ترد الحكومة الصينية مباشرة على أسئلة من "بي بي سي" حول مزاعم الاغتصاب والتعذيب. وقالت متحدثة في بيان إن المعسكرات في شينجيانغ ليست معسكرات اعتقال وإنما "مراكز تعليم وتدريب مهني". وأشارت إلى إن "الحكومة الصينية تحمي حقوق ومصالح جميع الأقليات العرقية على قدم المساواة". وأضافت أنها "تولي أهمية كبيرة لحماية حقوق المرأة".

المصادر:
التلفزيون العربي