رغم أن الصين سارعت إلى الترحيب بفوز الرئيس المنتخب دونالد ترمب، قائلة إنها ستتعامل مع الولايات المتحدة على أساس الاحترام المتبادل والتعايش السلمي إلا أن خطط ترمب لفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية تزيد على 60 بالمئة من شأنه إشعال حرب تجارية بين البلدين.
فالصين تبيع سلعًا تزيد قيمتها على 400 مليار دولار سنويًا إلى الولايات المتحدة، فضلًا عن مكونات لمنتجات يشتريها الأميركيون من الخارج بمئات المليارات الأخرى.
وتلوح في الأفق الحرب التجارية بين عملاقي الاقتصاد العالمي، فبعد هدنة دامت أربع سنوات تخللتها ممارسة الإدارة الأميركية الديمقراطية سياسة الاحتواء الهادئة للصين، يتجه ترمب إلى إشعال الفتيل تحت الرماد الذي كان نارًا في حقبته الرئاسية الأولى.
فريق الصفور لكبح الصعود الصيني
ويُطلق ترمب اسم فريق الأحلام أو فريق الصقور على الشخصيات التي يريد أن تسهم في كبح جموح الصعود الصيني وتضمن للولايات المتحدة مكانتها قاطرة للاقتصاد العالمي.
وترى صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الشخصيات التي بدأ الرئيس السابع والأربعون في انتقائها تحمل موقفًا صداميًا مع بكين، التي تسجل فائضًا تجاريًا مع واشنطن، بلغ العام الماضي 280 مليار دولار.
ومن بين هذه الشخصيات، السيناتور ماركو روبيو أكبر منتقدي بكين في الكونغرس، وأول وزير خارجية أميركي في السلطة يخضع لعقوبات صينية، بل إنه ممنوع من السفر إلى البلد الآسيوي.
أما الشخصية الثانية فهو النائب مايك والتز الذي اختاره ترمب مستشارًا للأمن القومي، وهو القرار الذي وصفه نيل توماس من مركز تحليل الصين التابع لمعهد سياسة جمعية آسيا، باعتباره "إشارة قوية إلى أن أولوية السياسة الخارجية لترمب، ستركز على الصين قبل كل شيء".
شخصية أخرى قد تعمق الضرر في العلاقات الاقتصادية مع بكين، وهي روبرت لايتهايزر، الممثل التجاري الأميركي خلال فترة ولاية ترمب الأولى، والذي سيتجدد دوره مع عودة الرئيس الجمهوري للبيت الأبيض.
فخريج جامعة جورج تاون، البالغ 71 عامًا يدعو علنًا إلى قطع كافة السبل عن الصين، أثناء سعيها للوصول إلى الأسواق ورأس المال والتكنولوجيا الأميركية.
ترمب الذي تعهد بفرض رسوم جمركية نسبتها 60% على واردات بلاده من الصين، بدأت تداعيات انتخابه تلامس بكين حتى قبل تنصيبه في يناير من العام المقبل.
فالزيادة الجمركية المزمعة، ستصطدم بالسياسة الإنتاجية التي رسمها الرئيس شي جين بينغ، حيث إنها ستلقي بظلالها على صناعات الصلب والمركبات الكهربائية والمركبات الصينية التي باتت تغزو شوارع العالم.
وبذلك، فإن العالم على موعد لمواجهة بين قطبي الاقتصاد العالمي هي أشبه بلعبة شطرنج سيكون الفائز فيها أكثرهما قدرة على تحريك بيادقه بالشكل الأمثل.