دعا الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، إلى فتح "تحقيق نزيه" في حوادث مقتل مدنيين فلسطينيين خلال التصعيد العسكري الأخير في قطاع غزة.
جاء ذلك في كلمة لممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، سفين كون فون بورغسدورف، على هامش زيارته لمجمّع الشفاء الطبي بمدينة غزة.
ووصل بورغسدورف إلى قطاع غزة، الثلاثاء، عبر معبر بيت حانون "إيرز" (شمال)، على رأس وفد مكوّن من 9 شخصيات من رؤساء بعثات دول الاتحاد الأوروبي في فلسطين.
وفي 5 أغسطس/ آب الجاري، شنّ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في قطاع غزة، استهدفت حركة الجهاد الإسلامي، واستمرت لمدة 3 أيام، وأسفرت عن مقتل 49 فلسطينيًا بينهم 17 طفلًا وإصابة المئات.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي: "كل من كان مسؤولًا عن مقتل المدنيين في غزة خلال الصراع الأخير يجب أن يتم تقديمهم للعدالة".
وعبّر عن حزنه "للمشاهد التي رآها والقصص التي سمعها من تجارب شخصية لمدنيين تأثروا خلال الصراع الأخير".
وطالب بورغسدورف الأطراف (لم يحددها) التي "تنشر أدوات ومعدات عسكرية لتحقيق أهدافها، بمراعاة مبادئ إنسانية أساسية، أبرزها عدم استهداف المنشآت المدنية والمدنيين".
وأردف: "كما عليهم أن يلتزموا بالمحاذير بعدم استخدام قوة عسكرية غير مناسبة وقاتلة، فضلًا عن توفير الحماية للمدنيين خاصة النساء والأطفال".
وداع مؤثر للطفلة #آلاء_قدوم (5 أعوام) التي ارتقت إثر غارة إسرائيلية استهدفت قطاع #غزة #فلسطين #غزة_تحت_القصف pic.twitter.com/wQoD8Duija
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 5, 2022
إسرائيل "تعترف" بقتل 5 أطفال فلسطينيين
وكانت إسرائيل اعترفت بمسؤوليتها عن قتل 5 أطفال فلسطينيين في غارة جوية على مقبرة الفالوجة في بلدة جباليا، شمالي قطاع غزة، في 7 أغسطس/ آب الجاري، بعدما زعمت سابقًا أنّهم قضوا نتيجة سقوط صاروخ أطلقته حركة الجهاد الإسلامي.
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الثلاثاء عن مسؤولين أمنيين أن تل أبيب "مسؤولة" عن قتل القاصرين الخمسة، الذين استشهدوا في اليوم الأخير من العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، هذا الشهر.
وخلال هذا العدوان، نقل موقع "واي نت" الإسرائيلي عن مسؤولين بجيش الاحتلال تفاخرهم بأن نسبة الضحايا بين "غير المقاتلين" والمقاتلين، كانت "أفضل مما كانت في جميع العمليات السابقة".
وغالبًا ما كانت الرواية الإسرائيلية الأكثر تداولًا داخليًا وخارجيًا، تُفيد بأن القتلى من المدنيين الفلسطينيين ولا سيما الأطفال والنساء، هم مجرد أخطاء غير مقصودة أثناء تنفيذ الضربات الصاروخية على قطاع غزة. إلا أن مجلة "+972" الإسرائيلية كشفت أن جيش الاحتلال تعمّد قتلهم بحجة إصابة هدف، حتى لو كان بين المدنيين.
ومن جانب آخر، قال "بورغسدورف" إن الاتحاد وقّع "اتفاقية لدعم أونروا بمبلغ 97 مليون يورو خلال عام 2022".
وأردف أن الاتحاد الأوروبي سيدعم "أونروا" خلال العامين القادمين (2023 و2024) بنفس المبلغ.
لكنه استدرك قائلًا إن الدعم المقدّم للفلسطينيين "لن يُحدث تغييرًا طالما لم يتم التوصل لاتفاق سياسي وسلام دائم".
وطالب بورغسدورف الفلسطينيين بـ"التوحّد وتشكيل حكومة شفافة ومُنتخبة بشكل ديمقراطي تحكم قطاع غزة والضفة الغربية".
وأضاف: "الديمقراطية والوحدة في غزة والضفة، هما الضامن الوحيد لإنهاء الوضع الحالي".
ويسود انقسام سياسي وجغرافي، أراضي السلطة الفلسطينية، منذ عام 2007، اندلع إثر فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس، في الانتخابات التشريعية.
ومنذ ذلك الحين، تحكم حركة "فتح" الضفة الغربية، فيما تدير حركة حماس، قطاع غزة؛ وفشلت الكثير من الوساطات في إنهاء الصراع الدائر بين الحركتين.