رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت، تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن بخصوص إقامة دولة فلسطينية بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة الذي خلّف لحد الآن أكثر من 24 ألف شهيد.
وتحدّث بايدن أمس الجمعة، مع نتنياهو عن الحلول الممكنة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرًا إلى أن أحد المسارات قد يتضمن تشكيل حكومة غير عسكرية.
"سيطرة أمنية"
وقال مكتب نتنياهو في بيان: "خلال محادثته مع الرئيس بايدن، أكد رئيس الوزراء نتنياهو مجددًا على سياسته التي تنص على أنه بعد تدمير حماس يجب أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غزة لضمان أنها لن تشكل تهديدًا بعد الآن على إسرائيل، وهو ما يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية".
ونوه البيت الأبيض إلى أن مكالمة بايدن مع نتنياهو كانت الأولى منذ شهر تقريبًا. وردًا على سؤال عما إذا كان حل الدولتين "مستحيلًا" في أثناء وجود نتنياهو في منصبه، قال بايدن: "لا، ليس مستحيلًا".
وأضاف بايدن أن نتنياهو لا يعارض جميع الحلول القائمة على وجود دولتين، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من الحلول الممكنة.
وكانت آخر مرة تحدث فيها بايدن ونتنياهو في 23 ديسمبر/ كانون الأول. وأثار عدم التواصل بينهما مذاك تساؤلات بشأن وجود خلاف.
وكانت العلاقة بين الرجلين معقدة في الماضي، إذ ضغط بايدن العام الماضي على رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بشأن إصلاحات قضائية نُظمت احتجاجات ضدّها.
لكن بايدن وقف بقوة خلف إسرائيل، حتى إنه زارها بعد العدوان، وعانق نتنياهو علنًا وتعهد بتقديم دعم أميركي كامل.
خلاف أميركي إسرائيلي
وتشعر الحكومة الإسرائيليّة أيضًا بغضب من المساعي الأميركية للتوصل إلى حل يتضمن إقامة دولة فلسطينية.
ولم يصل نتنياهو إلى حد الرفض الصريح والقاطع لإقامة دولة فلسطينية، لكنه قال يوم الخميس: "أي ترتيب في المستقبل المنظور، سواء باتفاق أو بدون اتفاق، يجب أن تكون فيه لإسرائيل سيطرة أمنية على كامل الأراضي غربي نهر الأردن. إنه شرط أساسي. وهو يتعارض مع مبدأ السيادة ولكن ماذا بوسعنا أن نفعل؟".
وانهارت قبل 10 سنوات محادثات سلام تدعمها الولايات المتحدة للتوصل إلى ما يسمى "حل الدولتين" الذي كان يقضي بإقامة دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر يوم الخميس، إنه لا سبيل لإنهاء التحديات الأمنية طويلة الأمد التي تواجه إسرائيل والتحديات قصيرة الأمد المتمثلة في إعادة إعمار غزة بدون إقامة دولة فلسطينية.
وذكر ميلر أن إسرائيل لديها فرصة في الوقت الحالي في ظل استعداد دول في المنطقة لمنحها ضمانات أمنية.
ويضغط استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة على إدارة بايدن أكثر فأكثر مع خروج أصوات شعبية وأميركية داخل إدارته تطالب بوقف إطلاق النار هناك.
فمنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على غزة خلّفت حتى السبت 24 ألفًا و927 شهيدًا، و62 ألفًا و388 مصابًا، وكارثة إنسانية وصحية كما نزح 1.9 مليون شخص جراء العدوان الإسرائيلي أي أكثر من 85٪ من سكان القطاع.