يتفقد أهالي بلدة قباطية جنوب جنين ما خلّفه اقتحام الاحتلال الإسرائيلي الأخير للبلدة، حيث حاصر منازل ومدارس وقتل عددًا من الشبان ونكّل بجثامين الشهداء.
ويروي زكريا زكارنة، صاحب المنزل الذي حاصرته قوات الاحتلال الخميس في بلدة قباطية لمراسل التلفزيون العربي عميد شحادة، أن وحدات خاصة من جيش الاحتلال حاصرت عدة منازل من عدة جهات وبدأت بإطلاق النار والقذائف.
كما يقول إن تلك القوات اشتبكت مع مقاومين لدقائق وأطلقت النار باتجاههم، ما أدى إلى استشهادهم على سطح المنزل.
ويروي كيف نكّل جنود الاحتلال بجثامين الشهداء ووضعوا قنبلة على أحدها وقاموا بتفجيره، وكيف رمى الجنود جثامين الشهداء من أعلى سطح المنزل ثم نقلوها بالجرافة.
ويشير زكارنة إلى أنه رأى الجنود وهم "يحتفلون بالرقص والغناء" بعد قتل الشبان. لكنّه يعتبر أن ذلك لن "يثني الشعب الفلسطيني الثائر عن المقاومة للعيش بكرامة".
"أحرقوا المنزل فيما كان أخي في داخله"
من جهته، يروي شقيق أحد شهداء قباطية لمراسل التلفزيون العربي أن الشبان كانوا نيامًا عندما اقتحمت قوات إسرائيلية خاصة منزل شقيقه شادي.
حينها، حاول شابان الهرب فتعرضا للاستهداف واستشهدا، فيما بقي شادي داخل المنزل فقصفته قوات الاحتلال بالقذائف ما أدى إلى إضرام النار به، فاستشهد شادي وتفحم جثمانه، وفق ما يقول أخوه، مضيفًا: "أحرقوا المنزل فيما كان أخي في داخله".
كما شهد الشاب إلقاء قوات الاحتلال جثامين الشهداء ومنهم أخيه من أعلى سطح المنزل، في ما وصفه "بالعمل الإجرامي".
ولفت الشاب إلى أن هذا المشهد دفع بشاب يدعى مصطفى زكارنة إلى التصدي لجنود الاحتلال بسلاحه فأطلقوا عليه النار واستُشهد على الفور.
ونفّذت قوات الاحتلال الخميس اقتحامًا داميًا لبلدة قباطية، حيث حاصرت عدة منازل وهدمت آخر، كما جرفت البنية التحتية، واحتجزت فلسطينيين بينهم أطفال، في مبنى بلدية قباطية، بالإضافة إلى عدد من الصحافيين.
وهذا هو الاقتحام الثاني لبلدة قباطية خلال يومين، إذ اقتحمها الجيش الإسرائيلي الأربعاء وحاصر منزلًا واعتقل فلسطينيًا قبل أن ينسحب.