الخميس 21 نوفمبر / November 2024

الاحتلال اغتال "ملاك الرحمة".. 4 أعوام على استشهاد المسعفة رزان النجار

الاحتلال اغتال "ملاك الرحمة".. 4 أعوام على استشهاد المسعفة رزان النجار

شارك القصة

قدّمت رزان النجار الرعاية الفورية اللازمة للمصابين خلال مسيرات العودة - غيتي
قدّمت رزان النجار الرعاية الفورية اللازمة للمصابين خلال مسيرات العودة - غيتي
بمرور 4 أعوام على استشهاد المسعفة الفلسطينية رزان النجار، تستعاد ذكرى "ملاك الرحمة" كما سُميّت، وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صورها بالمريلة البيضاء. 

في تصريح مقتضب أمام عدسة الكاميرا عام 2018، قالت المسعفة الفلسطينية رزان النجار التي عرفها في حينه عن قرب جرحى مسيرات العودة، إنها بدأت رحلة عليها أن تكملها بنفسها.

يومها كانت ذات الحادية والعشرين ربيعًا تطل على عادتها بمئزها الأبيض، وتتحدث بأسى عمّا تعرضت له عند حدود قطاع غزة

روت كيف جُنت عندما استيقظت على سرير سيارة الإسعاف، بعدما أُغمي عليها لقرابة الساعة، نتيجة تعرضها لقنابل الغاز التي أطلقها جنود الاحتلال.

وقالت إنها حضرت إلى المكان لتقدّم العلاج إلى المصابين، وليس لتتلقى هي نفسها العلاج، مشددة على عزمها إكمال مسيرتها بكل قوة وإصرار حتى النهاية.

رصاصات قناص

وقبل أن ترتقي شهيدة برصاصات الاحتلال بعدما نجت منها عدة مرّات، قدّمت رزان النجار، الطالبة بكلية التمريض والمدربة على الإسعافات الأولية، الرعاية الفورية اللازمة للمصابين خلال مسيرات العودة، التي انطلقت في 30 مارس/ آذار من ذلك العام.

وأصبحت بمواظبتها على الحضور إلى المكان، من أشهر المتطوعين لرعاية الجرحى والمصابين لمدة تتجاوز 13 ساعة عمل يوميًا. 

الأمر نفسه كانت تفعله في 1 يونيو 2018، شرقي خان يونس. غير أن الاحتلال اختارها عمدًا، لتسقط شهيدة برصاص القناص، بينما كانت تركض نحو السياج الفاصل للوصول إلى المصابين مرتدية معطفها الطبي، ورافعةً كلتا يديها تأكيدًا على سلميتها.

ففي غضون دقائق لم يعد معطف رزان أبيض، والتحقت بعشرات الشهداء الذين سقطوا برصاص الاحتلال خلال المظاهرات التي استمرت بعد ذلك لأشهر طويلة.

ملاك الرحمة

بمرور 4 أعوام على استشهاد رزان النجار، تستعاد ذكرى "ملاك الرحمة" كما سُميّت، وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صورها بالمريلة البيضاء. 

يكتب أحدهم أنها عاشت جلّ عمرها تحت الحصار، وعملت متطوعة من دون مقابل، وحاولت أن تنعش الأنفاس، وتخفف الآلام، وتضمد الجراح.

وتذكرها مستخدمة أخرى إلى جانب الإعلامية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، وغفران رواسنة، التي استشهدت اليوم الأربعاء على يد أحد جنود الاحتلال، قائلة إنهن استهدفن بشكل متعمد، وأن الاحتلال "يتنافس" على قتل الفلسطينيين. 

وكانت ذكرى رزان النجار قد حضرت في شهر مايو/ أيار الماضي مع استشهاد أبو عاقلة، التي سقطت مضرجة بدمائها فيما كانت تؤدي عملها الإعلامي في مخيم جنين، مرتدية سترة الصحافة وخوذة واقية.

نكأت المأساة جراح الفلسطينيين، ونزف جرح استشهاد رزان الذي لم يندمل، وقد تشابهت الأحداث وتكررت الفجيعة.  

فما أشبه شهادة زميلة أبو عاقلة، شذا حنايشة، التي أكدت أن الصحافيين عند اغتيال الاحتلال لشيرين "كانوا يرتدون السترات ويعتمرون الخوذ وأنهم وقفوا بشكل جماعي بمواجهة جنود الاحتلال"، بشهادة زميلة رزان. 

فالشابة قالت عن يوم مقتل رزان: "كنا نرتدي السترتات والأرواب، وكانت معنا المعدات الطبية، وظهرنا لأي إنسان على أننا طواقم طبية".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close