كشف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان اليوم الأربعاء، حجم الاعتداءات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال العام الماضي، حيث بلغت 8724 اعتداء في مختلف المدن الفلسطينية.
وقال شعبان خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة رام الله: إنّ الاعتداءات الإسرائيلية تمت في عهد حكومة قدمت نفسها نقيضًا موضوعيًا لحكومة بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن هذه الحكومة لا تختلف من حيث الجوهر في السياسة والإجراءات بحق الفلسطينيين.
تركز الاعتداءات في رام الله والبيرة
وتركزت الاعتداءات الإسرائيلية في رام الله والبيرة بواقع 1.646 اعتداء، تلتها مدينة بيت لحم ثم الخليل في الضفة الغربية المحتلة.
وبحسب شعبان، فقد بلغ عدد الاعتداءات التي نفذها المستوطنون 1,187 اعتداء، تراوحت بين مشاركة قوات الاحتلال اقتحاماتها للمدن والتجمعات الفلسطينية والاعتداء المباشر على الفلسطينين وممتلكاتهم.
وأشار إلى أن المستوطنين قد نفذوا نحو 417 اعتداء في مدينة نابلس، تلتها رام الله والبيرة بـ203 اعتداءات، ثم الخليل بـ172 اعتداءً.
كما أسفرت هذه الاعتداءات الإسرائيلية عن استشهاد ستة مواطنين من قرى صفا غربي مدينة رام الله، والمغير واسكاكا بمدينة سلفيت وحرملة في بيت لحم ومن مخيم قلنديا قرب حاجز زعترة جنوبي نابلس.
اقتلاع أشجار وهدم منشآت
كما بلغ عدد الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت أشجار الزيتون 354 عملية اعتداء تسببت باقتلاع وتضرر وتخريب وتسميم ما مجموعه 10,291 شجرة، منها 2,426 شجرة في نابلس، و1105 أشجار في بيت لحم، و1678 في الخليل، بحسب شعبان.
كما أشار إلى أن سلطات الاحتلال أصدرت 1220 إخطارًا بهدم منشآت فلسطينية بحجة عدم الترخيص، في ارتفاع قياسي مقارنة بالأعوام الماضية.
وتركز توزيع هذه الإخطارات في مدينتي الخليل بيت لحم ونفذت سلطات الاحتلال خلال عام 2022 ما مجموعه 378 عملية هدم، فيما هدمت خلالها 715 منشأة في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس وتضرر جراء ذلك 1235 شخصًا.
ولفت شعبان إلى تنفيذ 223 عملية استيلاء على ممتلكات، أدت إلى الاستيلاء على ما مجموعه 294 ممتلكًا فلسطينيًا، منها 48 جرارًا زراعيًا، و53 مركبة تعود إلى مواطنين، و26 شاحنة و35 كاميرا مراقبة، و18 كرفانًا، وتركزت هذه العمليات في مدينة طوباس بـواقع 91 عملية استيلاء، تليها مدينة الخليل بـ44 عملية.
#صور... الاحتلال يهدم غرفة زراعية في اراضي قرية النبي الياس شرق قلقيلية تعود للمواطن محمد زامل غشاش بحجة البناء دون ترخيص pic.twitter.com/MpQGgLPk4i
— إذاعة الأقصى - عاجل (@Alaqsavoice_Brk) January 4, 2023
وقد هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، غرفة زراعية مساحتها 90 مترًا مربعًا في أراضي قرية النبي إلياس شرق قلقيلية بالضفة. تعود للمواطن محمد زامل غشاش، بمنطقة "سما النبي إلياس"، بحجة البناء دون ترخيص، بحسب وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
كذلك هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، غرفًا زراعية وسلاسل حجرية وردمت بئر مياه، واقتلعت مئات أشتال الزيتون، في بلدة المغير شمال شرق رام الله وسط الضفة.
كما هدمت جرافات الاحتلال ثلاثة منازل تعود ملكيتها لعائلة أبو عايش في بلدة تل عراد، المسلوبة الاعتراف في النقب، داخل الخط الأخضر.
إقامة بؤر استيطانية
وعلى صعيد الاستيطان، أوضح شعبان، أن سلطات الاحتلال أصدرت قرارات بالاستيلاء على 26424 دونمًا تحت مسميات مختلفة منها إعلان محميات طبيعية أو أوامر استملاك أو أوامر وضع يد أو إعلانات أراضي الدولة.
ولفت إلى أن المستوطنين أقاموا اثنتي عشرة بؤرة استيطانية على أراضي المواطنين، في محافظات رام الله والبيرة ونابلس وسلفيت وقلقيلية والخليل وبيت لحم وطوباس. كما تمت شرعنة بؤرتين استيطانيتين (متسبيه داني) من خلال مخطط هيكلي على أراضي دير دبوان، و(متسبيه كراميم) على أراضي دير جرير من خلال قرار محكمة احتلالية.
كما صادقت سلطات الاحتلال على ما مجموعه 83 مخططًا هيكليًا وتفصيليًا في الضفة الغربية والقدس، تقضي ببناء أكثر من 8288 وحدة سكنية جديدة. واستهدفت هذه المخططات ما مجموعه 8,482 دونمًا من أراضي المواطنين.
ولفت إلى أن عدد المستوطنين في مستوطنات الضفة بما فيها القدس، بلغ ما مجموعه 726,427 مستوطنًا، موزعين على 176 مستوطنة، و186 بؤرة استيطانية، منها 86 بؤرة رعوية زراعية.
توجهات الاحتلال الإستراتيجية
واعتبر رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان أن أخطر ما يحدث وما يستمر حدوثه هذه الأيام، هو ما يجري من ضم صامت وتحديدًا في منطقة الأغوار، من خلال إنشاء بيئة قسرية طاردة للسكان الفلسطينيين الأصليين، إضافة إلى إجراءات الضم الحقيقي التي تحدث وتحديدًا في المناطق المصنفة (ج).
ولفت شعبان إلى تعمد سلطات الاحتلال خلال العام الماضي إلى التوسع على الأرض الفلسطينية ضمن مجموعة من التوجهات الإستراتيجية، أولها، الإجراءات التي تستهدف السفوح الشرقية من الضفة الغربية، وعلى رأسها تسليط المستوطنين المسلحين وبحماية جيش الاحتلال، للسيطرة على الأرض وإنشاء بؤر رعوية بهدف طرد الفلسطينيين، والسيطرة على أرضهم وعلى مواردها.
وأوضح أن ثاني تلك الإجراءات التي تستهدف غرب الضفة، وعلى رأسها إنشاء التكتلات الاستيطانية الضخمة التي تقسم الضفة الغربية، وتحاصر الفلسطينيين وثالثها: تهويد القدس.
واعتبر شعبان أن هذه الإجراءات تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والمواثيق الدولية التي تجرم الاستيطان، لكنها جريمة تقابل بصمت دولي مطبق، ومزدوج المعايير، بل ويشجع الاحتلال على الاستمرار في جريمته.