يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة، حيث تستمر المعارك والقصف على مناطق متفرقة من القطاع، وارتفعت حصيلة الشهداء في آخر إحصائية لها إلى 27131 شهيدًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وزارة الصحة في غزة أفادت بأن العدوان أسفر أيضًا عن 66287 إصابة، مشيرة إلى أن الاحتلال ارتكب 13 مجزرة ضد العائلات، راح ضحيتها 112 شهيدًا و148 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأضافت أن عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات ويمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم.
وكان مراسل "العربي" أفاد بسقوط شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي استهدف مستودع الأدوية المركزي التابع لوزارة الصحة في مدينة غزة.
وسُجل مساء اليوم الجمعة، استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 6 آخرين، جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي النار تجاه مبنى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في خانيونس، جنوبي القطاع.
وأشار مراسل "العربي" إلى أن طائرات الاحتلال شنّت غارات عنيفة جنوب مدينة خانيونس. وتحدث أيضًا عن سقوط جرحى جراء استهداف الاحتلال منزلًا في منطقة الزوايدة وسط القطاع.
وقد كشفت منظمة اليونيسف الجمعة، أن 17 ألف طفل فلسطيني في غزة بدون ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم
وقد عبّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اليوم الجمعة، عن قلقه إزاء تصاعد القتال في خانيونس والذي أجبر المزيد من الفلسطينيين على الفرار إلى رفح بجنوب قطاع غزة، ووصف المدينة الحدودية بأنها "طنجرة ضغط مملوءة باليأس".
من ناحيته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه "البالغ" إزاء "التوسع المحتمل للهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر إلى مدينة رفح جنوبي قطاع غزة".
وتتفاقم في غضون ذلك المأساة الإنسانية، حيث لم تقتصر تداعيات العدوان الإسرائيلي على حرمان السكان في غزة من منازلهم أو المرضى من حقهم في الاستشفاء، بل جعل الوصول إلى أبسط مقومات العيش أمنية بعيدة المنال بما فيها الغذاء والماء الصالح للشرب.
وتؤكد الأمم المتحدة في تقرير صدر عنها أن أكثر من نصف مليون شخص يتضورون جوعًا في قطاع غزة، بينما كشفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن أربعة من بين كل خمس عائلات في جنوب القطاع تمضي يومًا وليلة كاملة من دون طعام.
عمليات نوعية للمقاومة
إلى ذلك، تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في القطاع، عبر الكمائن واستهداف آلياتها بالقذائف.
وفي هذا الصدد، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قتل عناصرها 15 جنديًا إسرائيليًا وتدمير ناقلتَي جند، واستهداف 4 دبابات في قطاع غزة.
وأشارت إلى أنها دمرت "ناقلة جند صهيونية بقذيفة الياسين في منطقة الجوازات بمدينة غزة، وأخرى بمدينة خانيونس جنوبي القطاع، وتحدثت عن استهدافها "4 دبابات إسرائيلية من نوع ميركافا، في مدينة خانيونس وشمال مدينة غزة، بقذائف الياسين 105 وعبوات الشواظ".
وقالت القسام: إنها قصفت "تجمعًا لجنود الاحتلال المتوغلة في منطقة الجامعات غرب مدينة غزة بقذائف الهاون".
أما سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، فقد بثت مشاهد قالت إنها من استهداف برج مراقبة وتجمعات لجنود الاحتلال بالأسلحة الرشاشة شرق جباليا.
كما أعلنت السرايا أنها قصفت موقع فجة العسكري بصواريخ 107 في عملية مشتركة مع كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وقد ذكرت معطيات إسرائيلية الجمعة، أن نحو 3 آلاف جندي نظامي واحتياط في صفوف جيش الاحتلال قد تم فحصهم من قبل ضباط الصحة العقلية، منذ بداية العدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023.
وبشكل متكرر يكشف جيش الاحتلال عن تعرض عدد من عناصره لأزمات صحية مختلفة بينها المشكلات النفسية والعصبية، إضافة إلى الإصابات الجسدية الناتجة عن المعارك وانتشار بعض الأمراض المعدية.
هنية: دراستنا مقترح وقف إطلاق النار ترتكز على إنهاء العدوان
سياسيًا، قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الجمعة إن دراستهم المقترح الجديد لوقف إطلاق النار بقطاع غزة ترتكز على أن تفضي المفاوضات إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي.
جاء ذلك خلال "تواصل" بين هنية والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، بحسب بيان صدر عن "حماس".
وذكرت الحركة أنه جرى خلال التواصل "استعراض التطورات الميدانية والسياسية التي تمر بها ساحتنا الفلسطينية وخاصة معركة طوفان الأقصى".
وأضافت: "جرى التشاور بشأن المبادرات لإنهاء العدوان على غزة والتأكيد على أن دراسة المقترح الجديد لوقف إطلاق النار ترتكز على أساس أن تفضي أي مفاوضات إلى إنهاء العدوان كليًا، إضافة إلى انسحاب جيش الاحتلال إلى خارج القطاع ورفع الحصار، والإعمار، وإدخال كل متطلبات الحياة لشعبنا وإنجاز صفقة تبادل متكاملة مؤكدين أن فصائل المقاومة ستكون حيث هي مصلحة شعبنا وحمايته".
مسيرات تضامنًا مع غزة
وتضامنًا مع فلسطين، خرجت عشرات المظاهرات والمسيرات التضامنية في عدد من الدول العربية.
ففي اليمن، تظاهر عشرات الآلاف الجمعة في العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، للتأكيد على دعم غزة والدعوة لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، حيث رفع المشاركون العلم الفلسطيني ولافتات منددة باستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.
وفي المغرب، تظاهر آلاف المواطنين للمطالبة بإنهاء سياسة التجويع الإسرائيلية المتبعة ضد سكان غزة، ووقف عدوان الاحتلال المستمر على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023.
وكذلك في الأردن، خرج الآلاف بالعاصمة الأردنية عمان ومختلف محافظات المملكة بعد صلاة الجمعة، دعمًا لفلسطين، وتنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وردد المشاركون هتافات حيّت صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وثباته في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، ورفعوا شعار "تقويض الأونروا لن يمر"، رافضين كل محاولات تهجير الفلسطينيين.
وفي سياق متصل، تظاهر مئات الموريتانيين، بالعاصمة نواكشوط، رفضًا لاستمرار العدوان على غزة، وتجويع سكان القطاع، وعبروا عن "دعمهم للمقاومة الفلسطينية"، مؤكدين "عزمهم الاستمرار في تنظيم المسيرات والفعاليات التضامنية حتى يتوقف العدوان".
وفي السياق عينه، شهدت العاصمة التونسية مظاهرة رفع خلالها المشاركون لافتات كتب عليها شعارات من قبيل "أين الغيرة أين الثأر.. غزة يا أمة المليار"، و"يا غزة لبيناك.. شعب تونس كلو معاك".
غربيًا، وفي خطوة لافتة طالب 800 موظف حكومي أميركي وأوروبي الجمعة، بإنهاء الدعم الدبلوماسي والعسكري الذي تقدمه دولهم لإسرائيل.
ورأى الموظفون في بيان مشترك عارض من خلاله هؤلاء الموظفون دعم بلدانهم للحكومة الإسرائيلية في حربها على قطاع غزة، أن "حكوماتهم تساهم من خلال دعم إسرائيل في الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي وجرائم الحرب والإبادة الجماعية" المرتكبة بقطاع غزة، حسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.