أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، اليوم الخميس، أن حركة حماس أعطت "تأكيدًا إيجابيًا أوليًا" بشأن مقترح الهدنة الإنسانية في قطاع غزة.
وأوضح ماجد الأنصاري أن "الاجتماع في باريس نجح في دمج المقترحات... لقد وافق الجانب الإسرائيلي على هذا الاقتراح والآن لدينا تأكيد إيجابي أولي من جانب حماس"، في إشارة إلى المحادثات التي استضافتها العاصمة الفرنسية الأحد وشارك فيها مسؤولون من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل ومصر.
وأضاف الأنصاري: "لا يزال أمامنا طريق شاق للغاية"، لكنه أوضح: "نحن متفائلون لأن الجانبين وافقا الآن على المبدأ الذي من شأنه أن يؤدي إلى التوقف التالي" في القتال.
وتابع: "نأمل أن نتمكن خلال الأسبوعين المقبلين من إعلان أخبار جيدة حول هذا الموضوع".
هل اقترب الإعلان عن هدنة جديدة؟
ويستشف من صورة الحراك المتسارع في المفاوضات والتسريبات المترافقة مع تصريحات علنية من الوسطاء بأنّ ساعات حاسمة لمصير صفقة وشيكة لتبادل الأسرى، إذ يبحث الجميع عن تكرار مشهد التبادلات السابقة.
فالتقدم في هذا الملف، أكده المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، بقوله: إن "المحادثات الجارية من أجل الهدنة في غزة بنّاءة وتهدف إلى إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الرهائن".
لكن كيربي لم يتحدث عن وقف دائم لإطلاق النار وإنما عن هدنة أطول من هدنة نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في سياق الصفقة المأمولة.
وقال كيربي: "نسعى لهدنة أطول من تلك التي صارت في نوفمبر لأن ذلك سيسمح بإطلاق المزيد من الرهائن أثناء توقف القتال".
بدوره، استبق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نضوج الصفقة المأمولة، بالتأكيد على "أن أي صفقة لن تكون على حساب أهداف الحرب الأخرى، ودون تنازل عن خطوط إسرائيل الحمراء"، وفق قوله.
وفد حماس في القاهرة لبحث تفاصيل الصفقة
وقال نتنياهو: "نحن نعمل على الحصول على مقترح آخر للإفراج عن المختطفين لكني أؤكد أن ذلك ليس بأي ثمن. لدينا خطوط حمراء منها أننا لن ننهي الحرب ولن نُخرج الجيش من قطاع غزة ولن نطلق آلاف الإرهابيين"، وفق تصريحه.
ودفعت تصريحات نتنياهو هذه مصادر مطلعة على المفاوضات إلى إبداء مخاوفها لصحيفة "هآرتس" من أن هدف هكذا تصريحات دفع حركة حماس إلى تفجير الاتصالات الجارية، ثم تحميلها مسؤولية ذلك.
لأجل هذا، يذهب وفد حركة حماس إلى القاهرة لبحث تفاصيل المقترح المقدم، وسط تأكيدها على أن الوساطة لن تنجح إذا أصرت إسرائيل على البقاء في القطاع، لكنها أبدت موافقتها على إمكانية أن تكون الصفقة قائمة على مراحل.
وبحسب مسؤولين في حماس، فإن الحركة تدرس اقتراحًا يتألف من ثلاث مراحل. تنص المرحلة الأولى على هدنة لمدة ستة أسابيع، يتعيّن خلالها على إسرائيل إطلاق سراح ما بين 200 إلى 300 أسيرًا فلسطينيًا مقابل 35 إلى 40 أسيرًا إسرائيليًا، بالإضافة إلى إدخال 200 إلى 300 شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزة يوميًا.
وفي سياق الجهود المبذولة للتوصل إلى هدنة جديدة، يعود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "في الأيام المقبلة" إلى الشرق الأوسط، وفق ما أعلن مسؤول أميركي من دون أن يحدّد الدول التي سيزورها.
هي إذًا تطورات متسارعة وحذرة في خضم مفاوضات الساعات الأخيرة، في حين ينتظر الغزيون صفقة تنهي حربًا مستعرة عليهم منذ نحو سبعة عشر أسبوعًا.