أفاد مراسل التلفزيون العربي صباح اليوم الثلاثاء، باستشهاد 11 فلسطينيًا وجرح آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، جراء الاستهدافات الإسرائيلية لمدينتَي غزة ودير البلح ومخيم النصيرات.
وبينما يتواصل القصف الإسرائيلي، بدأت عملية إخلاء السكان من حي التفاح وحي الدرج ومناطق أخرى، حيث دعا الاحتلال السكان إلى التوجه غربًا إلا أن الأحزمة النارية كانت بانتظارهم.
وكان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة قد حذّر أمس الإثنين، من دعوة الاحتلال الإسرائيلي سكان مدينة غزة إلى النزوح من المدينة إلى جنوب القطاع "لاستدراجهم إلى أفخاخ الموت والقتل والإعدامات الميدانية".
شهداء ونزوح
في التفاصيل، فقد أكد مراسل التلفزيون العربي أحمد البطة استشهاد 11 فلسطينيًا بينهم أطفال وجرح عدد آخر بعدما استهدف الاحتلال الإسرائيلي منازل وشقق سكنية في مدينتَي غزة ودير البلح ومخيم النصيرات.
وذكر أن القوات الإسرائيلية قصفت منزلًا في مخيم النصيرات الجديد حيث تم انتشال 3 شهداء، وقصف آخر غرب دير البلح ما أسفر عن استشهاد 3 أشخاص بينهم امراة وطفلتها، بينما استهدف شارع الصحابة وسط مدينة غزة ما خلف شهيدًا وعددًا من الجرحى.
كذلك ارتقى 3 شهداء وأُصيب آخرون في استهداف شقة سكنية غرب مفترق اللبابيدي، وفق البطة الذي يؤكد وجود أعداد من المفقودين تحت أنقاض منزل استهدف في شارع النفق شمال مدينة غزة.
وعن أحوال النازحين، أكد مراسلنا أن لا خيارات أمامهم في ظل الاستهدافات المتواصلة، التي تطال كل المناطق، وعلى وقع عمليات الاخلاء من حيّي التفاح والدرج.
وأردف: "قال الاحتلال للناس اذهبوا غربًا فكانت الأحزمة النارية بانتظارهم، وفي مناطق الجنوب كانت الغارات مكثفة خلال الليلة الماضية.. وبالتوازي كان السكان ينزحون على وقع القذائف والغارات التي لحقتهم إلى الغرب".
الاحتلال يضلل النازحين
بدوره، نشر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بيانًا ذكر فيه أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي نشر بعض الخرائط التضليلية التي تدعو أبناء شعبنا الفلسطيني إلى النُّزوح من مدينة غزة إلى الجنوب على أنها مناطق آمنة، وهذه الدعوات هي دعوات كاذبة وتحمل خطورة بالغة على حياة المواطنين".
ومنذ بداية التوغل البري في غزة، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة توجيهات إخلاء للفلسطينيين إلى مناطق يزعم أنها آمنة بالقطاع، إلا أنه استهدفها مرارًا وأوقع العديد من الشهداء والجرحى في صفوف النازحين.
وأضاف بيان المكتب: "نحذر أبناء شعبنا الفلسطيني من دعوات الاحتلال بالنُّزوح من مدينة غزة إلى الجنوب لاستدراجهم إلى أفخاخ الموت والقتل والإعدامات الميدانية، على غرار ما جرى بشكل متكرر من عشرات عمليات الإعدام الميداني للمواطنين الذين حاولوا سابقًا النزوح على شارعي الرشيد غرب مدينة غزة، وعلى شارع صلاح الدين شرقي المدينة".
وأوضح أن "تكرار هذه الأخطاء الفادحة وهذه المأساة تجعل المواطنين يدفعون ثمن ذلك دماءهم وأرواحهم وحياتهم"، مشددًا على أن "مخططات الاحتلال الإسرائيلي مكشوفة ومفضوحة وظاهرة لكل أبناء شعبنا الفلسطيني".
وجاء ذلك، في أعقاب إعلان الجيش الإسرائيلي فجر أمس الإثنين بدء عملية برية في مدينة غزة بما فيها مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ووجّه السكان والنازحين في مناطق الصبرة والرمال وتل الهوا والدرج بمدينة غزة، إلى مغادرتها فورًا باتجاه مدينة دير البلح وسط القطاع.
وفي السياق عينه، رصدت كاميرا التلفزيون العربي أوضاع النازحين داخل محال تجارية بعد توغل آليات الاحتلال في مناطقهم شمال قطاع غزة، وتدمير مراكز الإيواء.
ووفق ما يظهر تبيت العائلات النازحة في ظل ظروف صعبة لا توجد فيها أي مقومات للحياة، حيث يفترش الأطفال أرض المحل التجاري الذي توقف عن العمل بسبب الحرب، دون أسرّة أو أغطية.