صعّد الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه على قطاع غزة بشن غارات مكثفة على مناطق مختلفة موقعًا العديد من الشهداء والجرحى، وسط تصدي المقاومة لآلياته المتوغلة.
وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، إنّ أكثر من 700 شهيد ارتقوا جراء القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأضاف في حديث خاص إلى "العربي"، من مستشفى شهداء الأقصى، أنّ المستشفى المعمداني (وسط مدينة غزة) استقبل لوحده أكثر من 300 شهيد.
وبينما لفت إلى أنّ الاحتلال ارتكب أكثر من 20 مجزرة في القطاع خلال الساعات الـ24 الأخيرة، أكد الثوابتة أن قوات الاحتلال ترفض نقل الجرحى من المحافظات الشمالية إلى جنوب القطاع.
مجزرة جديدة في جباليا
في غضون ذلك، استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزلًا في منطقة الفالوجا وسط مخيم جباليا في قطاع غزة، ما خلّف شهداء وجرحى وعالقين تحت الركام.
قصف بالصواريخ والقذائف سحق بناية تؤوي عشرات العوائل والنازحين، غالبيتهم من الأطفال والنساء. فتجرّع هؤلاء مذاق الأسلحة الحديثة وصنوف القتل.
والمبنى السكني الذي تحوّل إلى مقبرة جماعية بعدما سقط فيه عشرات الشهداء والإصابات، وفُقدت عائلات كاملة تحت الأنقاض، هرعت نحوه فرق الدفاع المدني.
أيد عارية تنبش هنا، تقلّب هناك، وترفع الركام المصبوغ بالدم بحثًا عن ناجين، أو ما تبقى منهم في كومة حجارة مصهورة بأسلاك الحديد والكهرباء والأسمنت.
"سيدفنون في مكانهم"
وتعد مجزرة جباليا الأخيرة حلقة مستمرة من مسلسل القتل الإسرائيلي المتعمد، حيث يتتبع الاحتلال الآمنين في منازلهم والنازحين في مدارس الإيواء ويطاردهم في كل محافظات القطاع المحاصر.
وكانت قوات الاحتلال قد ارتكبت في المخيم عددًا من المجازر خلال العدوان على قطاع غزة، والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 15207 فلسطينيين وأدى إلى أزمة إنسانية متفاقمة.
ومع غياب المقابر، سيدفن الشهداء في مكان استشهادهم، في ظل تعذّر التنقل واستمرار القصف الإسرائيلي.