الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

الاحتلال يواصل سياسة الاغتيالات في غزة.. ما هي فرص الوصول للتهدئة؟

الاحتلال يواصل سياسة الاغتيالات في غزة.. ما هي فرص الوصول للتهدئة؟

شارك القصة

ناقش "للخبر بقية" خيارات المقاومة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي ضد غزة، ومصير جهود التهدئة (الصورة: الأناضول)
لماذا تصرّ حكومة الاحتلال على مواصلة الاغتيالات في قطاع غزة؟ وما هي خيارات المقاومة لمواجهة التصعيد؟ وما هو مصير جهود التهدئة؟

نفّذ جيش الاحتلال عملية اغتيال جديدة بحقّ قادة عسكريين في "سرايا القدس"، آخرهم القيادي أحمد أبو دقة.

ويأتي التصعيد الإسرائيلي بعد تفاؤل بأن جهود الوساطة التي تبذلها دول عدة ستؤتي ثمارها، خاصة أنّ حركة "الجهاد الإسلامي" أوفدت رئيس الدائرة السياسية محمد الهندي إلى القاهرة بناء على دعوة مصرية لبحث فرص التهدئة.

وفي المقابل، ذكرت مصادر مطلعة أنّ مصر قرّرت إرسال وفد أمني إلى تل أبيب للقاء مسؤولين إسرائيليين في إطار جهود الوساطة التي تبذلها القاهرة للتوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وجاءت عملية الاغتيال لتؤكد أنّ إسرائيل ليست بصدد الاستجابة لشرط حركة "الجهاد الإسلامي" بتعهّد دولة الاحتلال بإيقاف عمليات الاغتيال مقابل التوقّف عن استهداف إسرائيل بالصواريخ.

كما أنّ هذا الاغتيال سيدفع فصائل المقاومة إلى الردّ، وهو ما حصل بعد أن جدّدت المقاومة قصف مدن إسرائيلية بينها تل أبيب، لتُعلن السلطات الإسرائيلية مقتل مستوطن وإصابة آخرين.

هذا التطوّر لم يكن بالحسبان، خاصّة وأنّ الداخل الإسرائيلي يعيش حالة من الخوف وفقدان الأمن، كما يشهد توقفًا غير معتاد في أنشطة الحياة، ما يعني ليلة أخرى من النزول إلى الملاجئ ومزيدًا من الخسائر الاقتصادية والأمنية، وسط دعوة إسرائيلية داخلية لتقصير مدى الحرب، ما يُضيف ضغطًا إضافيًا على حكومة بنيامين نتنياهو.

فلماذا تصرّ حكومة الاحتلال على مواصلة الاغتيالات في قطاع غزة؟ وما هي خيارات المقاومة لمواجهة التصعيد؟ وما هو مصير جهود التهدئة؟

"الأمور تتّجه إلى التصعيد"

في هذا السياق، أوضح أنطوان شلحت، الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني، أنّ الوضع في قطاع غزة يتّجه إلى التصعيد، لأنّ المقاومة مستمرّة في ردّها على الاغتيالات ووصلت صواريخها إلى وسط إسرائيل.

وقال شلحت، في حديث إلى "العربي" من عكا، إنّ الكثير من المحلّلين الإسرائيليين يعترفون بأنّ الحرب اختيارية لتحقيق غايات أمنية وسياسية داخلية.

وأضاف أنّ الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى تحقيق عدة أهداف من عدوانها، تتمثّل في كبح المعارضة الفلسطينية والتظاهرات ضد خطة التعديلات القضائية، ناهيك عن سعي نتنياهو للحفاظ على استقرار حكومته، واستعادة صورة الردع الإسرائيلي المتصاعد ضد المقاومة الفلسطينية.

"إسرائيل غير قادرة على حسم المواجهة عسكريًا"

بدوره ، رأى سمير غطّاس، نائب سابق في البرلمان المصري، أنّ إسرائيل لم تكن قادرة على حسم كل المواجهات السابقة والمقبلة من الناحية العسكرية.

وقال غطّاس، في حديث إلى "العربي" من القاهرة، إنّ تل أبيب حاولت القيام بعملية استباقية من خلال اغتيال عدد من كبار قيادات المقاومة في غزة، ثمّ تهرول إلى طلب وقف إطلاق النار والعودة إلى التهدئة مجددًا.

وأوضح أن "الجهاد" رفضت في البداية الردّ على أي من الوساطات، لكنّها استجابت لاحقًا من أجل تقليل الخسائر في أرواح المدنيين خاصة وأنّها تقاتل وحدها قي مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.

وأضاف أنّ جولة المفاوضات نهار أمس في القاهرة، شهدت مناقشة شروط كل طرف، مشيرًا إلى وجود وساطات إقليمية ودولية أخرى لوقف القتال.

"إسرائيل تهرول للوصول إلى التهدئة"

من جهته، أكد عامر خليل، المحلل السياسي الفلسطيني، أنّ إسرائيل هي التي تلهث وراء التهدئة الآن، بدليل أنّ نتنياهو تحدّث عن "قرب اتفاق وقف النار".

وقال خليل، في حديث إلى "العربي"، من غزة، إنّه كلما طالت هذه الجولة من القتال، فإن النتائج و"الإنجازات" التي يتحدث عنها نتنياهو ستنعكس عليه إذ إنّ الشلل الذي يصيب الجبهة الداخلية الإسرائيلية سيدفع المستوطنين إلى التذمّر من هذا الوضع، وسيتهمون نتنياهو بالمسؤولية عن تداعيات الاغتيالات.

وأضاف أنّ القيادة العسكرية الإسرائيلية تسعى للوصول إلى المعادلة السابقة، أي الهدوء مقابل الهدوء، ووقف إطلاق نار فوري.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close