الأحد 17 نوفمبر / November 2024

الاستخدام "الكارثي" للبلاستيك في الزراعة.. خطر جسيم وأضرار على صحة الإنسان

الاستخدام "الكارثي" للبلاستيك في الزراعة.. خطر جسيم وأضرار على صحة الإنسان

شارك القصة

حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من تزايد الطلب على المواد البلاستيكية الزراعية (غيتي)
حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من تزايد الطلب على المواد البلاستيكية الزراعية (غيتي)
يعد التلوث البلاستيكي الدقيق مشكلة عالمية، حيث يقدر تقرير "الفاو" أن 12.5 مليون طن من المنتجات البلاستيكية استخدمت في الإنتاج النباتي والحيواني عام 2019.

تهدد الطريقة "الكارثية" التي يستخدم بها البلاستيك في الزراعة في جميع أنحاء العالم سلامة الأغذية وربما صحة الإنسان، وفقًا لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو). 

وتقول المنظمة إن "التربة تحتوي على تلوث لدائن دقيقة أكثر من المحيطات وأن هناك أدلة لا يمكن دحضها على الحاجة إلى إدارة أفضل لملايين الأطنان من البلاستيك المستخدم في نظام الغذاء والزراعة كل عام".

ويقر التقرير بفوائد البلاستيك في إنتاج الغذاء وحمايته، من أكياس الري والأعلاف إلى معدات الصيد. لكن منظمة الفاو قالت: "إن استخدام البلاستيك أصبح منتشرًا وأن معظمه يستخدم لمرة واحدة حاليًا بعد الاستخدام". كما حذرت المنظمة من تزايد الطلب على المواد البلاستيكية الزراعية.

وقال التقرير إن هناك قلقًا متزايدًا بشأن المواد البلاستيكية الدقيقة التي تتشكل مع تكسير المواد البلاستيكية الأكبر حجمًا، حيث يستهلك الناس والحياة البرية الجسيمات البلاستيكية الدقيقة وبعضها يحتوي على إضافات سامة ويمكن أن تتسبب بالأمراض. كما تتضرر بعض الحيوانات البحرية من جراء تناول المواد البلاستيكية. ولكن لا يُعرف الكثير عن تأثيرها على الحيوانات البرية أو البشر.

دعوة صاخبة

وقالت ماريا هيلينا سيميدو، نائبة المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو": "يعد التقرير بمثابة دعوة ملحة لاتخاذ إجراءات حاسمة للحد من الاستخدام الكارثي للمواد البلاستيكية عبر القطاعات الزراعية".

وقالت: "التربة هي أحد المستقبلات الرئيسة للبلاستيك الزراعي ومن المعروف أنها تحتوي على كميات أكبر من المواد البلاستيكية الدقيقة مقارنة بالمحيطات".

وأضافت: "يمكن أن تتراكم اللدائن الدقيقة في السلاسل الغذائية، مما يهدد الأمن الغذائي وسلامة الأغذية وصحة الإنسان". 

ويعد التلوث البلاستيكي الدقيق مشكلة عالمية، حيث يقدر تقرير "الفاو"، الذي راجعه خبراء خارجيون، أن 12.5 مليون طن من المنتجات البلاستيكية استخدمت في الإنتاج النباتي والحيواني عام 2019، و 37.3 مليون طن أخرى في تغليف المواد الغذائية.

وأشار التقرير إلى أن البلاستيك مادة متعددة الاستخدامات ورخيصة الثمن ويسهل تحويلها إلى منتجات.

ويقول التقرير: "مع ذلك، على الرغم من الفوائد العديدة، تشكل المواد البلاستيكية الزراعية أيضًا خطرًا جسيمًا ومصدرًا للتلوث والاضرار التي تلحق بصحة الإنسان والنظام البيئي عندما يتم التخلص منها في البيئة".

آسيا أكبر مستخدم للبلاستيك

كما يلحظ التقرير أن البيانات المتعلقة باستخدام البلاستيك محدودة، ولكن يقُدِّر أن آسيا هي أكبر مستخدم، حيث تمثل حوالي نصف الاستخدام العالمي.

يتم جمع وإعادة تدوير جزء صغير فقط من المواد البلاستيكية الزراعية. ولفتت منظمة الأغذية والزراعة إلى أنه "لا يمكن التقليل من الحاجة الملحة لاتخاذ إجراء منسق وحاسم تجاه هذا الخطر".

وقال البروفيسور جوناثان ليك، من جامعة شيفيلد في بريطانيا وعضو لجنة تحالف التربة المستدامة في البلاد: "التلوث البلاستيكي للتربة الزراعية مشكلة منتشرة ومستمرة تهدد صحة التربة في معظم أنحاء العالم."

وأوضح أن تأثير البلاستيك لم يكن مفهومًا جيدًا، على الرغم من ظهور آثار ضارة على ديدان الأرض، والتي لعبت دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة التربة والمحاصيل.

ويقترح تقرير منظمة الأغذية والزراعة تبني ممارسات زراعية تتجنب استخدام البلاستيك، واستبدال المنتجات البلاستيكية ببدائل طبيعية أو قابلة للتحلل البيولوجي، وتعزيز المنتجات البلاستيكية القابلة لإعادة الاستخدام وتحسين إدارة النفايات البلاستيكية.

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
Close