قد تتعدّد الأسباب التي تفرض على المرء ترك وظيفته، لكن الخبراء يشددون على أهمية تقديم الاستقالة بطريقة لبقة وعدم حرق الجسور، وترك الباب مواربًا أمام أي عودة محتملة إلى بيئة العمل نفسها.
لكن قبل الإقدام على هذه الخطوة لا بد من التأني في التفكير فيها، ودراسة الخيارات الأخرى المتاحة في ظل الظروف الراهنة فضلًا عن الخبرات والمؤهلات التي يتمتع بها المرء.
والغرض من ذلك، بحسب ما قالته الاختصاصية في الموارد البشرية روان فوزي نينو لـ"العربي"، هو مقارنة الحسنات والسلبيات لاتخاذ القرار المناسب.
من جهتها، تشير الخبيرة في التنمية البشرية وضحى العذبة، إلى أهمية معرفة الموظف بأن ما من بيئة عمل كاملة، مشدّدة على أهمية أن يكون قرار الاستقالة شاملاً ويلحظ كل العوامل.
وتقدم العذبة نصائحها حول طريقة تقديم الاستقالة بطريقة لبقة وعدم حرق الجسور، فتدعو إلى:
- ترك أثر طيب حتى وإن تعرّض الموظف للظلم أو الإساءة أو حتى الاحتراق الوظيفي، عملًا بمقولة "دخلت بخير غادر بخير".
- معرفة الحقوق والواجبات منذ توقيع العقد، وعليه تقديم الاستقالة بالشكل القانوني والصحيح.
- عدم الإهمال في الأداء الوظيفي، الذي يُعد بحسب الخبيرة في التنمية البشرية خطأ كبيرًا خلال فترة الإنذار.
- في المقابل، يُعد الاجتهاد حتى اللحظة الأخيرة والحرص على نقل الصلاحيات وتعليم المطلوب لمن سيخلف الموظف، والمساعدة بكل استفسار، أمرًا مهمًا.
تقديم الاستقالة بطريقة لبقة وعدم حرق الجسور
في السياق نفسه، عرض مقال منشور على موقع "المنتدى الاقتصادي العالمي" لنصائح عند تقديم الاستقالة بطريقة لبقة وعدم حرق الجسور، مع التشديد على أهمية هذا الأمر ولا سيما أنه يبيّن عن موظف ناضج ومحترف. ومما جاء فيه:
- طلب لقاء مع المدير لإعلامه قبل أي شخص آخر، وعدم ترك المهمة لرسالة عبر البريد الإلكتروني أو خطاب استقالة. لا يلغي ذلك أهمية خطاب الاستقالة المكتوب بطريقة مهنية على أن يكون موجزًا ومهذبًا يوضح النية في المغادرة وموعد ذلك، مع مهلة كافية قبل تاريخها المخطط له. ويمكن إرسال الخطاب إلى المدير المباشر أثناء إبلاغه شخصيًا بالأمر، مع توجيه نسخة إلى قسم الموارد البشرية.
- الاستعداد للإجابة عن السؤال بشأن الأسباب. ومع أهمية الإجابة بصراحة، يجدر التزام اللباقة والاحترام، وتقديم ملاحظات بناءة.
- توقّع رد فعل الشركة أمام تقديم الاستقالات بالنظر إلى التجارب السابقة. ويسمح هذا التوقع بمسح الملفات الشخصية وتوضيب الحاجيات الشخصية، وتنظيم مساحة العمل، مع وجوب عدم أخذ أي شيء يخص المؤسسة.
- الاستعداد لإمكانية تقديم عرض عمل مقابل، ولا سيما إن كان الموظف ذي قيمة وستسعى الشركة إلى التمسك ببقائه. ويكون الاستعداد بالتفكير مسبقًا ما إذا كان الموظف سيقبل بالعرض وتحت أي شروط.
- تلافي السلبية عند الحديث عن الاستقالة مع الزملاء في العمل يندرج أيضًا ضمن النصائح عند تقديم الاستقالة بطريقة لبقة وعدم حرق الجسور. ويقابلها الحديث بإيجابية عمّا حققه المرء من خلال عمله في الشركة، رغم أن الوقت قد حان لمغادرتها.
- التواضع وعدم التباهي بالوظيفة الجديدة المحتملة، وعدم التحدث بشكل سلبي عن صاحب العمل والمدير والزملاء السابقين بعد المغادرة.
- إلقاء تحية الوداع بشكل صادق وودي، حيث يقدّم خلالها الشكر والامتنان لهؤلاء.
