كشف تحقيق لاتحاد كرة القدم الإنكليزي، أن أجيالًا من الشباب عانت من اعتداءات جنسية في العديد من أندية كرة القدم للمحترفين والهواة في إنكلترا، بسبب الغياب الشامل لسياسات حماية الطفل والجهل والسذاجة، وفقاً لصحيفة "الغارديان".
وحدد التحقيق، بقيادة كلايف شيلدون كيو سي، والذي نشرت الصحيفة تفاصيله، الإخفاقات في التصرف بشأن الشكاوى أو الإشاعات المتعلقة بالاعتداء الجنسي في ثمانية أندية محترفة، بما في ذلك "تشيلسي" و"أستون فيلا" و"نيوكاسل يونايتد" و"ساوثامبتون" و"بيتربورو" - وفي "مانشستر سيتي" و"كرو ألكسندرا" و"ستوك سيتي"، حيث كان المعتدي، باري بينيل، مدربًا للشباب.
غياب ثقافة الحماية
ووجد شيلدون أن لعبة كرة القدم والشباب الذين مارسوا الرياضة تُركوا عرضة للانتهاكات، بسبب غياب ثقافة الحماية، وأن الضحايا تعرضوا للتخويف أو الخوف أو التلاعب بهم في صمت. وتم الإبلاغ عن عدد قليل جدًا من التقارير المحددة عن الانتهاكات داخل الأندية، أو إلى اتحاد كرة القدم.
واعتبر شيلدون أن اتحاد كرة القدم هو المسؤول عن "الفشل المؤسسي" من خلال تأخره في تقديم الحماية بعد عام 1995، عندما تمت محاكمة وإدانة بينيل وبعض المعتدين البارزين في رياضات أخرى. وقد أدين بينيل للمرة الأولى في عام 1994 في الولايات المتحدة.
وقال شيلدون في تقريره المؤلف من 700 صفحة، "لم يفعل اتحاد كرة القدم شيئًا استباقيًا لحماية الأطفال من الاعتداء الجنسي في الرياضة". لم يكن هناك توجيه أو تدريب أو وعي عام بقضايا حماية الطفل منذ العام 1970 وحتى منتصف التسعينيات.
من المسؤول؟
ومع ذلك، ووفقاً للصحيفة، برأ شيلدون اتحاد كرة القدم من الانتقادات لتلك العقود، التي لم يكن للرياضة فيها حماية للأطفال وللاعبين الشباب، واضعًا ذلك في سياق الجو العام في ذلك الوقت.
من جهة أخرى، أضاف شيلدون أنه في الحالات التي يتم فيها الإبلاغ عن حوادث الإساءة في النوادي، "نادرًا ما كانت ردودهم مختصة أو مناسبة".
كما أشار إلى النظرية التي كانت سائدة، أنه بدون "دليل ملموس" أو ادعاء محدد من الطفل، لا يمكن أو لا يجب القيام بأي شيء، وبالتالي كان هناك إحجام عن التحقيق أو المراقبة، ناهيك عن مواجهة الجاني والتدخل في أفعاله. وأضاف: "نتيجة لذلك، في كثير من الحالات، تمكّن الجناة من الاختباء داخل لعبة كرة القدم، واستخدام مواقعهم لتدمير حياة العديد من الأطفال".
شهادات حية دفعت بالتحقيق
ووفقاً للتقرير، اعتدى بينيل بشكل خطير جنسياً على اللاعبين الشباب، خلال فترتين في "كرو"، بما في ذلك آندي وودوارد، الذي دفعت مقابلته مع صحيفة "الغارديان" عام 2016 مئات الضحايا الآخرين إلى الشكوى، وبتحقيقات الشرطة والإدانات، ودفع كذلك اتحاد كرة القدم لبدء تحقيق شيلدون.
وخلص شيلدون بالنظر إلى الروايات المتنازع عليها حول ما عرفه كبار المسؤولين في النادي عن بينيل، إلى أنهم لم يتلقوا أي تقارير عن سوء المعاملة، وهو استنتاج توصلت إليه أيضًا شرطة شيشاير.
كما تم توجيه انتقادات لـ "مانشستر سيتي"، حيث كان بينيل مرتبطًا كمدرب في أوائل الثمانينيات، و"ستوك سيتي"، حيث انتقل بعد أن غادر "كرو" في أوائل التسعينيات. وطالت الانتقادات “نيوكاسل" و"تشيلسي"، اللذَين لم يوفرا أي حماية للشاب بعد إبلاغه عن إساءة تلقاها من مدربه.
وجاء في التقرير: "كان ينبغي على نادي أستون فيلا أن يبلغ الشرطة بالكشف عن اعتداء جنسي من قبل مدرب الشباب، تيد لانغفورد عندما تم إنهاء دوره كمستكشف في يوليو/ تموز 1989".
كما سلط شيلدون الضوء على عدم التأكد من عدم ارتكاب البالغين العاملين مع الأطفال لأي جناية في السابق.