على مدار الأشهر الماضية، راهنت حملة الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن بشكل كامل على أنّ يؤيد الناخبون المحبطون من أدائه، ترشيحه للانتخابات الرئاسية بسبب خوفهم المشترك من منافسه الجمهوري دونالد ترمب.
لكنّ الرهان كان محفوفًا بالمخاطر، مع سرعة انهيار ترشيح بايدن بعد مناظرة 27 يونيو/حزيران الماضي.
ومع انسحاب بايدن من السباق الرئاسي، وإعلان تأييده لنائبته كامالا هاريس للانتخابات، أفادت وكالة "اسوشييتد برس" بأنّ هذه الفئة من الناخبين وخاصة أولئك الذين يُميلون إلى اليسار، يُعبّرون عن اهتمام متجدّد بالسباق الرئاسي، ويتوقون لرؤية هاريس ترتدي عباءة الحزب الديمقراطي.
وقالت كارولين فالوني إنّها لم تكن تنوي الإدلاء بصوتها في انتخابات الرئاسة في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لأنّها "لا يُمكنها أن تسامح جو بايدن على موقفه من الحرب الإسرائيلية على غزة ودعمه المستمر لإسرائيل"، لكنّها أوضحت أنّ "كامالا هاريس تُمثّل خيارًا جديدًا الآن".
أما كوبر بروك فقال إنّه "لا يعرف ما يكفي عن هاريس حتى الآن، لكن من المثير للاهتمام أنّ تتولّى امرأة وامرأة سوداء الرئاسة".
جني الفوائد
وتُحاول حملة هاريس الانتخابية جني الفوائد، مستفيدة من ارتفاع نسب التبرّعات واهتمام المتطوّعين ووسائل الإعلام، بعد أن أمضى الديمقراطيون الأسابيع الثلاثة التي تلت مناظرة بايدن "الكارثية" مع ترمب، يتساءلون عمّا إذا كان الرئيس الثمانيني سيتنحّى أو يلتزم بحملته حتى مع تضاؤل دعمه داخل الحزب.
وقالت الوكالة إنّ حملة المرشّحة الديمقراطية المحتملة للانتخابات ترى أنّه يُمكن الفوز بأصوات مجموعة واسعة من الناخبين.
وعلى عكس بابدن وترمب، فان كامالا هاريس غير مشهورة لدى الناخبين، لذلك تُخطّط حملتها الانتخابية وحلفاؤها الديمقراطيون لإعادة تقديمها للشعب الأميركي في الفترة التي تسبق المؤتمر الوطني الديمقراطي الشهر المقبل، ويتطلعون إلى إثارة الناخبين بشأن خيارهم الجديد.
واعتبرت الوكالة أنّ البداية الجديدة للديمقراطيين لا تلغي وجود "الكارهين المزدوجين" أي الناخبين الذين لديهم انطباعات سلبية عن كلا المرشّحين، لكنّها تُعيد ضبط السباق الانتخابي وتمنح هاريس فرصة لتقديم نفسها لمجموعة من الناخبين، وخاصة أولئك الذين ما زالوا لديهم تحفظات قوية بشأن ترمب.
الفرص والمخاطر بالنسبة لكامالا هاريس وترمب
من غير الواضح ما إذا كانت الديناميكية الجديدة دائمة، لكن استطلاعات الرأي الأخيرة تُشير إلى انخفاض أعداد الناخبين الذين يملكون وجهات نظر سلبية تجاه كلا المرشّحين.
ويعتقد الجمهوريون أنّ بإمكانهم التقليل من أي تحوّل في الرأي العام من خلال وابل من الإعلانات التي تُحدّد هاريس على أنّها امتداد لسجل بايدن، خاصّة فيما يتعلّق بارتفاع الأسعار والهجرة.
لكنّ الوكالة رأت أنّ لدى كامالا هاريس وحلفاءها فرصة لشن هجوم مضاد.
بما أنّ نائبة الرئيس أقلّ شهرة من كل من ترمب وبايدن، خاصة بين الدوائر الانتخابية ذات الميول الديمقراطية، إلا أنّ "الآراء السلبية لدى الكارهين المزدوجين تجاه هاريس قد لا تكون ثابتة"، وفقًا لخبير استطلاعات الرأي الجمهوري نيل نيوهاوس.
كما قال وايت أيريس، مسؤول استطلاعات الرأي في الحزب الجمهوري، إنّه "إذا سار ترمب على الطريق الذي يتّبعه بعض اليمينيين المتطرّفين، فسوف يدفع النساء للتصويت لهاريس"، لكنّه "إذا ركّز على مواقفها اليسارية المتطرفة، فسوف يعيدهم إلى فئة الكارهين المزدوجين".