حذّر خبراء أمنيون من أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان يُمكن أن يشكّل ملاذًا آمنًا للجماعات المتشدّدة.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن قرار الرئيس الأميركي جو بايدن الخروج من أفغانستان يُثير تساؤلات حول سجله في ملف السياسة الخارجية.
ونقلت الصحيفة عن كارتر مالكاسيان، مؤلف كتاب "التاريخ الشامل للصراع الأفغاني"، الذي عمل مستشارًا عسكريًا، قوله: "لم نصل إلى المرحلة الأسوأ حتى الآن. طالبان في كابل الآن، وأطاحت بالحكومة المنتخبة ديمقراطيًا، التي ندعمها منذ 20 عامًا. من المرجّح أنها سوف تسعى إلى معاقبة، وربما إعدام الأفغان الذين عملوا معنا".
"خطأ فادح ولعنة"
ويرى بعض المسؤولين الأميركيين السابقين أن قرار بايدن بالانسحاب "خطأ فادح"، يمكن أن يكون له تداعيات أمنية صعبة.
وتُهدّد الحالة الأمنية المتردّية في أفغانستان، والتي وضعت إدارة بايدن في سباق لإجلاء الآلاف من الحلفاء الأفغان، حقوق المرأة، ويمكن أن توفّر للجماعات المتشددة فرصة للتوسّع نحو أماكن غير خاضعة لحكم أفغانستان.
وقال ريان كروكر، السفير الأميركي السابق في أفغانستان، الذي عمل في الإدارات الديمقراطية والجمهورية: "أعتقد أن اللعنة أصابت بايدن في أول قرار رئيسي يتّخذه بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة. هذا خطأ غير مبرر على الإطلاق، وبصفتي أميركيًا أشعر بالقلق الشديد".
من جانبها، قالت ليزا كورتيس، المسؤولة البارزة السابقة في مجلس الأمن القومي الأميركي لجنوب ووسط آسيا خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترمب: "ربما يدعم الأميركيون الانسحاب من أفغانستان، ولكن هذه الرؤية يُمكن أن تتغيّر إذا شهدنا أن النساء يتعرضن للضرب في الشوارع، أو مُنعت الفتيات من الذهاب إلى المدارس، وفي حالة التعامل بوحشية مع الشعب، أو عودة ظهور البؤر الإرهابية، بما في ذلك وصول المُقاتلين الأجانب إلى أفغانستان".
غياب إرادة الجيش الأفغاني بالقتال
بذلت إدارة بايدن قصارى جهدها لتبديد الانطباع بأن هذه "لحظة سايغون"، في إشارة إلى رحيل أميركا من فيتنام الجنوبية في عام 1975 الذي اعُتبر هزيمة لأميركا.
ومع ذلك، بينما يُصرّ البيت الأبيض على أن الولايات المتحدة حقّقت أهدافها الرئيسية في أفغانستان، فإن سرعة تقدّم طالبان فاجأت إدارة بايدن.
وقال ريتشارد فونتين، مستشار السياسة الخارجية السابق للسناتور الراحل جون ماكين: "تواصل الإدارة الأميركية الحديث عن التفوّق العسكري للقوات الأفغانية لناحية الطائرات والمعدات والتدريب مقارنة بطالبان. كل هذا صحيح، لكن الأمر يتعلّق بالإرادة، إذ اتضح أن إرادة الجيش الأفغاني للقتال من أجل الحكومة كانت مرتبطة بإرادتنا في البقاء داعمًا لتلك الحكومة وحاضرًا على الأرض".