الجمعة 13 Sep / September 2024

البابا فرنسيس واصفًا ما حصل مع سكان كندا الأصليين: إنها إبادة جماعية

البابا فرنسيس واصفًا ما حصل مع سكان كندا الأصليين: إنها إبادة جماعية

شارك القصة

البابا معتمرًا قبعة السكان الأصليين خلال الزيارة - غيتي
البابا معتمرًا قبعة السكان الأصليين خلال الزيارة - غيتي
سجل البابا فرنسيس اعترافًا مدويًا بوصف ما فعلته الكنيسة مع سكان كندا الأصليين بالإبادة الجماعية بعد رحلة التوبة التي قام بها إلى هناك ملمحًا لإمكانية تنحيه.

اعتبر البابا فرنسيس، اليوم السبت، أن مأساة المدارس الداخلية للسكان الأصليين في كندا ترقى إلى "إبادة جماعية"، وذلك في طريق عودته من كندا بعد رحلة استمرت ستة أيام رأى في ختامها أن عليه أن يدخر قواه أو يتنحى.

وطلب البابا الصفح مرات عدة من سكان البلاد الأصليين خلال "رحلة التوبة" التي قادت البابا من غرب كندا إلى كيبيك وصولًا إلى المنطقة القطبية الشمالية في البلاد، وذلك على خلفية النظام الذي قضى فيه ما لا يقل عن ستة آلاف طفل بين نهاية القرن الخامس عشر وتسعينيات القرن الماضي.

إبادة جماعية

وقال البابا خلال مؤتمر صحافي في الطائرة التي تقله إلى روما: "لم أتلفظ بهذه الكلمة خلال الزيارة لأنها لم ترد على ذهني، لكني وصفت الإبادة الجماعية. قدمت اعتذاراتي وطلبت الصفح عن هذه العملية التي هي إبادة جماعية".

وأضاف البابا فرنسيس: "خطف أطفال وتغيير الثقافة، وتغيير العقلية، وتغيير التقاليد، والعرق، وتغيير ثقافة برمتها" في إشارة إلى المدارس الداخلية لأطفال السكان الأصليين.

وأضاف: "نعم إبادة جماعية هي مصطلح تقني. لم أستخدمه لأنه لم يخطر ببالي. لكني وصفت ما يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية وهذا صحيح".

التنحي

وأدخل 150 ألف طفل إلى هذه المدارس بالقوة. وتعرض الكثير منهم لانتهاكات جسدية، وجنسية وقضى الكثير منهم بعدما وقعوا ضحايا أمراض وسوء تغذية وإهمال.

وقال البابا (85 عامًا) الذي يعاني آلامًا مبرحة في الركبة ترغمه على التنقل على كرسي متحرك أيضًا: "لا أعتقد أنه يمكنني الإبقاء على وتيرة السفر نفسها".

وأضاف: "يجب أن أدخر قواي قليلًا لأتمكن من خدمة الكنيسة، أو على العكس من ذلك أفكر في إمكانية التنحي"، على غرار السابقة التي سجلها سلفه بنديكتوس السادس عشر عام 2013.

وتابع البابا العائد من رحلته الدولية السابعة والثلاثين منذ توليه منصبه أمام الصحافيين: "بكل صدق هذه ليست كارثة. يمكن تغيير البابا. إنها ليست مشكلة. لكنني أعتقد أنني يجب أن أحد من جهودي".

"قتل الهندي في قلب الطفل"

وختم البابا رحلته التي وصفت بالتاريخية في الكنيسة، في عاصمة نونافوت في القطب الشمالي الكندي، البالغ عدد سكانها نحو 7 آلاف استقبلوه بأناشيد للاينوت للسكان الأصليين، وسط منازلهم الملونة، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا عبر الجو، فكرر إشارته إلى "المعاناة الكبيرة" التي قاساها الأشخاص الذين وضعوا بالقوة في مدارس داخلية من أجل "قتل الهندي في قلب الطفل".

ودعا البابا هذه المنطقة التي تشهد ارتفاعًا في الحرارة أكثر بثلاث مرات مقارنة ببقية العالم، إلى "الاهتمام بالأرض التي هي هشة مثل كل فرد أو شعب".

وستبقى تلك اللحظة التي ارتجلت فيها امرأة من السكان الأصليين، نشيد "أو كندا" أمام البابا، إحدى أقوى اللحظات التاريخية التي ستطبع في تاريخ الكنيسة. 

"غير كافية"

رحلة البابا حملت العديد من المحطات المؤثرة، وسط دموع وتصفيق من السكان الأصليين، الذين تحدثوا عن "تحرير للعواطف" عند سماعهم كلام رئيس الكنيسة الكاثوليكية الزعيم الروحي لنحو 1,3 مليار شخص. لكن في كل محطة من محطات زيارته ذكر بعض الناجين أو أفراد من عائلاتهم أنهم ينتظرون المزيد.

وطالب البعض بإعادة قطع فنية للسكان الأصليين محفوظة في متاحف الفاتيكان منذ عقود وفتح محفوظات المدارس الداخلية. كذلك طالبوا البابا بإلغاء مراسيم بابوية صادرة في القرن الخامس عشر وتسمح للقوى الأوروبية باستعمار أراضي الشعوب غير المسيحية.

وردًا على سؤال حول "عقيدة الاستكشاف" هذه، قال البابا: إن "عقيدة الاستعمار هذه سيئة وظالمة".

وأضاف أن "هذه العقلية التي تقول إننا متفوقون وإن السكان الأصليين لا شأن لهم، خطرة. من أجل ذلك علينا العمل بهذا الاتجاه، العودة إلى الوراء وتصحيح كل ما ارتكب خطأ، مع إدراكنا أيضا أن الاستعمار نفسه لا يزال قائما اليوم".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close