تعيش 40% من النباتات المتبقية بالعالم في ورطة، فمعدل انقراضها أعلى بما لا يقل عن 500 مرة من معدل الانقراض السابق.
هذه الحقيقة كشف عنها تقرير "kew" حول حالة النباتات والفطريات في العالم، فيما يحذر علماء من خطورة انقراض بعض الأنواع منها، وسط تشديد على ضرورة الحفاظ عليها.
في هذا السياق، تقول كارلي كويل مسؤولة سياسة الحفاظ على النباتات: "أعتقد أن أكثر تهديد مباشر للنباتات في العالم، هو تغيير استخدام الأراضي، سواء كان ذلك لأغراضٍ زراعية أو الإسكان، إذ تقطع النباتات وتحرق الأراضي العشبية البكر".
العلماء يحاولون إنقاذ النباتات
ويمضي علماء منذ عقودٍ، أوقاتهم في مختبرات معقّمةٍ حيث يزرعون بعناية الأصناف المتبقية من الأنواع الآخذة في الانقراض، ويحفظون البذور في أقبية، فيما يؤكدون أن الوقت قد حان للتخطيط والتحوّط ضدّ التغير المناخي.
وعلى سبيل المثال، يشرح الباحث الزراعي كولين كلوب كيف حاول مع زملائه إنقاذ نبتة الـ"فاتو" صفراء اللون الموجدة فقط في جزيرة بيتكيرن وسط المحيط الهادئ من خطر الاندثار.
فقد أرسل 40 ألف بذرة إلى بنك الألفية للبذور، وعليه يرى كلوب أنه بفضل هذا الإجراء أصبحت "فاتو" آمنة من خطر الانقراض.
ويجتمع قادة العالم في مونتريال الكندية لوضع إستراتيجية عالميةٍ لحماية الطبيعة والحفاظ عليها، حيث يأملون إقناع البلدان بتخصيص 30% من أراضيهم للحماية في السنوات الـ7 المقبلة، لتوفير ملاذاتٍ آمنةٍ محتملةٍ للنباتات.
سبب انقراض النباتات
من عمان، يؤكد جمال الموسى الباحث المتخصص في المناخ والبيئة أنه في الآونة الأخيرة بدأ العالم يشاهد تدهور الطبيعة بمعدلات غير مسبوقة في تاريخ البشرية، وذلك من خلال انقراض بعض أنواع الحيوانات والنباتات.
والسبب في ذلك، يعود إلى نشاط الإنسان على الكوكب وأيضًا الطبيعة، إذ ساهم في ذلك التدهور توجه البشر نحو اصطلاح الأراضي، والتمدد العمراني والمدني، وطفرة الصناعات، فضلًا عن حرق الغابات.
فيقول الموسى لـ"العربي": "هذا النشاط له تأثير على النبات والحيوان، كما على المنظومة البيئية بشكل عام.. فقد أجمعت معظم الدراسات على أن خُمسي النباتات تتجه نحو الانقراض.. أي من بين كل 5 نباتات هناك نبتتان تتجهان نحو الاندثار".
كما يشرح الباحث المتخصص في المناخ والبيئة، أن الأنواع النادرة من النباتات تميل إلى التجمع في أماكن محدودة مثل جبال الأنديز في أميركا الجنوبية، وكوستاريكا، ومناطق بجنوب إفريقيا، ومدغشقر، وجنوب شرق آسيا.