Skip to main content

البيت الأبيض يؤكد عدم "انهيار" مفاوضات غزة.. ما سر التفاؤل الأميركي؟

الثلاثاء 27 أغسطس 2024
المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي - غيتي

أعلن المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أمس الإثنين، أن المفاوضات الجارية في القاهرة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ستتواصل على مستوى مجموعات العمل خلال الأيام القليلة المقبلة، لحل بعض القضايا المحددة.

وفي حديثه للصحافيين في إفادة عبر الإنترنت، رفض كيربي التلميحات بأن المحادثات انهارت، وقال إنها على العكس من ذلك كانت "بناءة".

محادثات وقف إطلاق النار في غزة "ستتواصل" في القاهرة

وأضاف كيربي "المحادثات تقدمت بالفعل إلى نقطة شعروا فيها أن الخطوة المنطقية التالية هي تشكيل مجموعات عمل على مستويات أدنى للجلوس معًا من أجل حل هذه التفاصيل الدقيقة".

وتابع أن بريت مكغورك كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط والمشارك في المحادثات، سيغادر القاهرة قريبًا بعد بقائه يومًا إضافيًا لبدء محادثات مجموعة العمل.

وقال كيربي: إن "إحدى القضايا التي ستتناولها مجموعات العمل ما يتعلق بتبادل الرهائن لدى حماس والسجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل".

وأردف أن التفاصيل التي ستتم تسويتها تشمل عدد الرهائن والمحتجزين الذين قد يجري مبادلتهم وهوياتهم ووتيرة إطلاق سراحهم المحتمل.

وتشمل نقاط الخلاف الرئيسية في المحادثات الجارية بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، وهو شريط ضيق يبلغ طوله 14.5 كيلومتر على طول الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر.

وقال كيربي: "لا يزال هناك تقدم، وما زال فريقنا على الأرض يصف المحادثات بأنها بناءة".

مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

ومساء الأحد، أعلنت حركة حماس، مغادرة وفدها المفاوض القاهرة بعد أن استمع من الوسطاء مصر وقطر لنتائج جولة المفاوضات الأخيرة مع إسرائيل.

والسبت، قالت قناة إسرائيلية، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تعهد للرئيس الأميركي بالانسحاب نحو كيلومتر واحد من محور فيلادلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر، باعتباره مقترحًا جديدًا للتوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار في غزة وتبادل أسرى مع حركة حماس.

وإثرها تعرض نتنياهو لانتقادات من المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى بغزة وحملوه مسؤولية عرقلة إتمام الصفقة مع حماس بطرح شروط جديدة.

واستضافت الدوحة في 15 و16 أغسطس/ آب الجاري، جولة محادثات بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، وفي ختامها أعلن الوسطاء تقديم واشنطن مقترح اتفاق جديًدا لتقليص الفجوات بين إسرائيل وحماس.

واعتبرت حماس أن المقترح الأميركي يستجيب لشروط نتنياهو، وخاصة رفضه وقفًا دائمًا لإطلاق النار والانسحاب الشامل من قطاع غزة، وإصراره على مواصلة احتلال ممر نتساريم ومعبر رفح ومحور فيلادلفيا، كما وضع شروطًا جديدة في ملف تبادل الأسرى، وتراجع عن بنود أخرى، ما يحول دون إنجاز صفقة التبادل.

ويتهم مسؤولون أمنيون والمعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين نتنياهو بعرقلة التوصل إلى اتفاق خشية انهيار حكومته وفقدان منصبه، إذ يهدد وزراء اليمين المتطرف بالانسحاب منها وإسقاطها إذا قبلت باتفاق ينهي الحرب.

"جرعة تخدير"

وفي هذا الإطار، اعتبر الأستاذ في العلوم السياسية بجامعة النجاح، رائد نعيرات، أن التفاؤل الأميركي حيال مفاوضات القاهرة بشأن وقف إطلاق النار في غزة هو بمثابة "جرعة تخدير"، مشيرًا إلى أن هذه الرسائل تخدم السياسة الأميركية سواء على صعيد الانتخابات أو على صعيد علاقتها بنتنياهو، حيث تمنحه وقتًا كافيًا للاستمرار في سياسته تجاه غزة والضفة الغربية.

وأضاف في حديث للتلفزيون العربي من نابلس شمال الضفة الغربية، أن القضايا المركزية العالقة في المفاوضات هي الأهم، موضحًا أنه إذا كان هناك اتفاق على الإطار العام الذي يحكم الاتفاق، حينها يمكن التفاوض حولها أو تقديم حلول إبداعية أو غير مألوفة تُنشط المفاوضات وتساعد على الحل.

وقال نعيرات: "ما نشهده حتى الآن هو خلافات جوهرية حول القضايا المركزية، وبالتالي لا معنى لهذا التفاؤل".

وأشار إلى أن هناك تكاملًا بين الموقف الأميركي والموقف الإسرائيلي، مشيرًا إلى ما قاله وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، حين كان في إسرائيل: "إن تل أبيب تضغط على حماس عسكريًا، فيما تضغط واشنطن سياسيًا".

وتابع نعيرات أن نتنياهو أدخل قضية معبر رفح ومحوري فيلادلفيا ونتساريم وكأنها قضايا مركزية، لافتًا إلى أن هذه القضايا أُدخلت بعد الصفقة.

وأوضح نعيرات أن الحديث عن بقاء الجيش الإسرائيلي في أجزاء من معبر رفح أو في أجزاء من محور فيلادلفيا، أو ما تناقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية من أنه تم توسيع ممر نتساريم، يدل على نية أطلقها نتنياهو وأعلنها بشكل واضح وصريح، حيث قال إن "بقائنا في محور فيلادلفيا هو ضرورة أمنية وسياسية وإستراتيجية".

وأضاف أن نتنياهو يريد أن يلغي فكرة التفكير في اليوم التالي القائم على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة لا ترغب في الذهاب إلى حرب شاملة من خلال حديثها عن استمرار المفاوضات، مشيرًا إلى أن مفتاح عدم التصعيد في المنطقة هو نجاح الصفقة؛ لذلك هي تتحدث عن حالة من التفاؤل، وأن هناك أمل وفرصة.

المصادر:
التلفزيون العربي - وكالات
شارك القصة