اختتمت في المغرب فعاليات الدورة الثالثة عشرة للمعرض الدولي للخيول في مدينة الجديدة، بمشاركة فرق للفروسية من 40 دولة في تظاهرة للاحتفاء بفن "التبوريدة" المغربي.
ويعد المعرض فرصة لاستعراض فرق الخيالة من الفرسان وتقديم فن "التبوريدة"، ويذكر أن أول معرض للخيول نظم في المغرب عام 2008، بهدف تعزيز قطاع الفروسية الوطنية والحفاظ على تراث الفروسية.
ويرجع هذا الفن إلى القرن الـ15 ميلادي، وتعود تسميته إلى البارود الذي تطلقه البنادق أثناء الاستعراض.
و"التبوريدة" هي فن فروسية تقليدي في المغرب، يشمل استعراضًا للفرسان يحاكي معارك التحرير واحتفالات الانتصار، حيث تنطلق الخيول في سباق بنحو 100 متر، ينتهي بالتزامن مع إطلاق للنار.
ويحتفل المغاربة في مناسبات متعددة يتخللها عروض من فن "التبوريدة"، ووصلات فنية ومسابقات مغرقة في الرمزية اختزالًا للطقوس الفلكلورية لدى المغاربة، حيث ينسجم فيها اللباس مع الفروسية والحركات التعبيرية في سياق متناغم، تجسد علاقة الفارس بالفرس، وتحكم الخيال بالجواد.
كما يشهد المغرب مهرجانات ومعارض وبطولات كأس الأبطال لمسابقات الخيول إلى جانب أعمال فنية عن الخيول وملابس تقليدية وحلي يستخدمها الفرسان.
ما هي رمزية فن "التبوريدة"؟
وفي هذا الإطار، أوضح الباحث في التراث المغربي عبد الرحيم بن دغة أن "معرض الفرس" يعد محطة هامة جدًا في تربية الفروسية بالمغرب والاهتمام بهذا الموروث الثقافي الأساسي، مشيرًا إلى أن توقف المعرض لعامين بسبب جائحة كوفيد-19، أثر بشكل كبير على الفرسان وعلى الخيول التي أصبحت في شبه عطالة بسبب الظروف السائدة.
وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة المغربية الرباط، أن عودة المعرض هو بمثابة عودة لروح الفروسية المغربية التقليدية، وعودة إلى تسليط الضوء على "التبوريدة" المغربية، وخلق رواج سواء اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي للمغرب الذي حضره أكثر من 200 ألف زائر.
وتابع أن "التبوريدة" هي ثقافة سائدة في المغرب، كما أنها مناسبة يتم الاهتمام بها، إذ أنها رمز للاحتفال والسعادة داخل المناسبات الدينية والأفراح، مشيرًا إلى أن الأجيال الصغيرة بدأت مؤخرًا بالاهتمام بـ"التبوريدة".
ولفت بن دغة إلى أن المرأة المغربية أصبحت أيضًا فارسة، وتشارك إلى جانب الرجال في الاحتفالات والمناسبات، وأصبحن يقدمن مجهودًا كبيرًا في هذا المجال.
وبين أن معرض الخيول ومنذ تأسيسه أعطى فرصة كبيرة للشاب للتعرف على هذا الموروث والاهتمام به، مشيرًا إلى إمكانية مالية رصدت للمعرض حيث بات يشارك فيها فرسان من جنسيات عربية وأجنبية.