الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

التجاذب حول النووي الإيراني يعود.. واشنطن "مستعدة" للخيار العسكري

التجاذب حول النووي الإيراني يعود.. واشنطن "مستعدة" للخيار العسكري

شارك القصة

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (غيتي)
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي خلال لقائه وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان (غيتي)
أوضح ماكنزي أنّ طهران لم تتخذ قرارًا للمضيّ قدمًا في تصنيع رأس حربي حقيقي، لكنه أكد أنّها "اقتربت جدًا" هذه المرّة من إنتاج سلاح نووي.

تتلاحق التطورات المتعلقة بالملف النووي الإيراني، حيث أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي مجلس محافظي الوكالة أنّ المفاوضات التي أجراها هذا الأسبوع في طهران بشأن برنامج إيران النووي "لم تتمخّض عن أيّ نتيجة".

ولفت غروسي إلى أنّ الوكالة اقتربت من مرحلة لن تكون قادرة فيها على معرفة ما يدور في المنشآت النووية الإيرانية، مشيرًا إلى استمرار المفاوضات "دون نتيجة"، رغم أنّه وصفها بـ"البنّاءة".

وتعكس تصريحات غروسي وجود مشكلة عميقة، بحسب مراسل "العربي"، حيث قال إنّه ورغم بذل قصارى جهده، فإنّ هذه المفاوضات والمداولات المكثفة لحل المسائل العالقة بشأن الضمانات الأمنية، والواردة بالتقريرين، لم تتمخّض عن أيّ نتيجة حاسمة، وهو ما يجدر التوقف عنده.

إيران تتحدث عن "اتفاقات جيدة"

على المستوى الإيراني، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إنه توصّل لاتفاقيات جيدة مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي بشأن استمرار التعاون مع الوكالة.

وأوضح عبد اللهيان في تغريدة على تويتر، أنّ اجتماعًا سيعقد قريبًا لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق.

من جهته، قال المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية إنّ إيران اتفقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة على مواصلة المشاورات.

وأضاف أنّ رئيس الوكالة والمسؤولين الإيرانيين أجروا المباحثات في جو إيجابي في طهران، وتوصّل الجانبان إلى اتفاق عام بخصوص كيفية متابعة القضايا التي تهمّهما.

واشنطن "مستعدة" للخيار العسكري

في غضون ذلك، حذر المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران من أنّ بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي إذا اقتربت طهران من صنع قنبلة نووية، معتبرًا أنّ الإشارات الصادرة عن طهران "ليست مشجّعة".

وفي سياق متصل، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي إنّ قواته مستعدة لخيار عسكري محتمل في حال فشلت المحادثات بين طهران والقوى العالمية بشأن برنامجها النووي.

وأكد ماكنزي أنّ الإدارة الأميركية عازمة على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، مشيرًا إلى أنّ الخيار الدبلوماسي يظلّ في الصدارة، لكنّ القيادة المركزية لديها دائمًا مجموعة متنوّعة من الخطط التي يمكنها تنفيذها.

وأوضح ماكنزي أنّ طهران لم تتخذ قرارًا للمضيّ قدمًا في تصنيع رأس حربي حقيقي، لكنه أكد أنّها "اقتربت جدًا" هذه المرّة من إنتاج سلاح نووي.

ومع ذلك، قال ماكنزي: "حتى لو قررت طهران تخزين ما يكفي من الوقود لصنع قنبلة، فإنّها لم تصمّم رأسًا حربيًا صغيرًا بما يكفي ليتم تثبيته فوق أي من ترسانتها المكونة من ثلاثة آلاف صاروخ بالستي".

مفاوضات فيينا هي الأساس

ولا يعتقد الكاتب الصحافي محمد السطوحي أنّ تصريحات المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي ستؤثر على المفاوضات المرتقبة في فيينا بين طهران والقوى الدولية.

ويوضح السطوحي في حديث إلى "العربي"، من نيويورك، أن مفاوضات الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد في الأساس على مدى التقدم الذي يحدث في علاقة إيران بالمجتمع الدولي، من خلال مفاوضاتها مع الدول الموقعة على الاتفاق النووي.

ويرى أنّ مفاوضات فيينا هي الأساس، مشيرًا إلى أنّ درجة نجاحها هي التي تحدد مدى المرونة التي يمكن أن تبديها إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي هي في الأساس منفذة لما يتم الاتفاق عليه في مفاوضات فيينا.

"الظروف تغيّرت"

ويؤكد السطوحي أنّ الجانب الإيراني يريد أن يقدّم صورة أكثر إيجابية لمدى استعداده لتحقيق تقدم أو الوصول لتفاهمات ولا يريد أن يصل بالمجتمع الدولي لدرجة أنه لا يوجد أمل ولا بد من الوصول لخيارات مختلفة.

ويعتبر أنّ الجانب الإيراني لذلك يبدي دائمًا الاستعداد للخوض في المفاوضات وهذا ما يريده المجتمع الدولي تحديدًا، لكنّ السؤال الآن هو: "ماذا بعد؟ وهل بالفعل يمكن الوصول إلى تفاهمات؟".

ويلاحظ السطوحي أنّ المشكلة أنّه حتى داخل الولايات المتحدة هناك قناعة أنّ ما تمّ التوصل إليه في اتفاقية 2015 لم يعد من الممكن العودة إليه كما كان لأنّ الظروف تغيرت كما أنّ إيران تغيّرت كثيرًا بالنسبة للبرنامج النووي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close