الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

التجسس للحصول على معلومات.. كيف نحمي هواتفنا من الاختراق؟

التجسس للحصول على معلومات.. كيف نحمي هواتفنا من الاختراق؟

شارك القصة

فقرة ضمن برنامج "شبابيك" حول الاختراق وطرق حماية الهواتف الذكية (الصورة: غيتي)
بين الدول تُحبَك سيناريوهات التجسس بدقة، وتُستخدَم فيها أدوات وأجهزة وأسلحة صغيرة وتقنيات غير مرئية، حتى إنّ التجسس أصبح تحالفًا دوليًا.

بقدر ما حلّق المنطاد الصيني في سماء الولايات المتحدة، سجّل التوتر بين واشنطن وبكين أعلى درجاته، فبلغة السياسة هو انتهاك للسيادة الوطنية ولمواثيق العلاقات الدولية، والتجسّس أحد محاذيرها.

فبين الدول تُحبَك سيناريوهات التجسس بدقة عالية، وتُستخدَم فيها أدوات وأجهزة وأسلحة صغيرة وتقنيات غير مرئية، إلى أن أصبح التجسس تحالفًا دوليًا بدأ خلال الحرب الباردة.

حينها، شكلت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا ما يعرف باسم تحالف "العيون الخمس" لمراقبة الاتحاد السوفيتي وحلفائه، إذ تتشارك هذه الدول الناطقة بالإنكليزية ذات الأنظمة الديمقراطية المعلومات الدقيقة.

وقد مكّن تشابك البيانات الاستخبارية دوليًا لاحقًا مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج عام 2010، من نشر أكثر من 700 ألف مستند سري عن أنشطة الجيش الأميركي، ولا سيما في العراق وأفغانستان.

وبعد ثلاث سنوات، سرّب ضابط المخابرات الأميركي السابق إدوارد سنودن بيانات سرية تكشف الطريقة التي كانت تجمع بها وكالات استخبارات أميركية بيانات شخصية للمستخدمين، خصوصًا عبر غوغل وفيسبوك ومايكروسوفت.

وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت التكنولوجيا المتطورة أحد أهم أدوات التجسس، إذ مكّنت تكنولوجيا إسرائيلية السلطات المكسيكية من إلقاء القبض على أخطر تاجر مخدرات في العالم، وهو خواكين جوزمان المعروف باسم إل تشابو.

لكن يبقى بيغاسوس أشهر برمجة استخبارية، إذ تمكنت إسرائيل باستخدامه من التجسس على الأصدقاء قبل الأعداء بعد أن اخترق هذا البرنامج الهواتف الخاصة لرؤساء دول ومسؤولين وناشطين ومعارضين وصحفيين في أنحاء العالم.

واليوم يتساءل أغلب مستخدمي الهواتف النقالة عن التطبيقات الذكية، ودورها في أن تصبح هي الأخرى أدوات تجسس على حياتهم الشخصية.

"حادثة المنطاد الصيني"

وبشأن التسابق الدولي في مجال التجسس، يعتبر رئيس مركز الأمن الرقمي والذكاء الاصطناعي في جامعة شرق لندن أمير النصيرات أن حادثة المنطاد الصيني شكّلت جرس إنذار للكثير من الدول حول استخدام هذه التقنية القديمة، مشيرًا إلى أن إعادة استخدامه من قبل الصين يبين أهمية هذه الطريقة التقليدية، في ظل التطور التكنولوجي الحالي.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من لندن، أن الحديث يدور عن أن الهدف من المنطاد هو جمع المعلومات الإلكترونية الموجودة في الهواء، موضحًا أن استخدام هذا البالون يعطي الصين سياسة الإنكار، لأنها لا تستطيع إنكارها للتجسس في حال استخدمت الطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية.

ويتابع أن عملية جمع المعلومات جرت على ارتفاع أعلى من الطائرات المدنية وأقل من ارتفاع الأقمار الصناعية، وتدخل فيها جميع الهندسات بشكل كبير، مشيرًا إلى أن هذه الفكرة بدأت منذ 2020 عندما حاولت الصين أن تستخدم المنطاد لدراسة الكوارث والجيولوجيا.

ما هي أساليب التجسس؟

وحول أحدث أساليب التجسس التي يمكن أن تستهدف الهواتف النقالة والحواسيب، يشير النصيرات إلى أن هناك أكثر من طريقة للتجسس في استخدام الهواتف أهمها، هو ما يتم تحميله من تطبيقات على الأجهزة الذكية، موضحًا أن هذه التطبيقات لها أهداف تتفاوت بين التسويق والتجسس وجمع المعلومات عن مواطني دولة معينة أو ربما تستخدم أيضًا لتحديد الموقع الجغرافي لفئة معينة.

ويشدد على ضرورة الانتباه لبعض التطبيقات التي يتم تحميلها على الهواتف والتي قد يكون هدفها التجسس، والانتباه إلى ما الذي يريده التطبيق عندما يتم بتحميله.

ويشرح أن حالة التجسس على الهواتف الذكية يمكن كشفها من خلال عدة مؤشرات من بينها حرارة الهاتف المرتفعة، واستنزاف طاقة البطارية في ظل عمليات التجسس التي تجري ولا يمكن ملاحظتها، بالإضافة إلى توقف بعض التطبيقات عن الاستجابة، أو تشغيل بعض التطبيقات التي قد يظنها المستخدم أنها تعمل بطريقة عفوية أو بشكل خاطئ.

وينصح النصيرات بضرورة مراجعة عمليات كل التطبيقات ووظائف الهاتف من خلال الإعدادات، في حال شعر المستخدم بأنه يتعرض للتجسس.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close