Skip to main content

التجويع حتى الموت.. ماذا وراء تصعيد العدوان الإسرائيلي شمال غزة؟

الجمعة 11 أكتوبر 2024
تهدف "خطة الجنرالات" إلى فرض حصار كامل على منطقة شمال غزة - غيتي

منذ أيام، أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال قطاع غزة، وهذه حملته الثالثة على المنطقة التي تحدّث مرارًا وتكرارًا أنه قضى داخلها على المقاومة الفلسطينية.

لكن هذه الحملة تبدو أكثر وحشية وخطورة، حيث تشمل هجومًا مفاجئًا، تتخلله أوامر إخلاء لكل المناطق التي أصبحت مباحة للقصف، وحصار مطبق على مخيم جباليا للاجئين.

"خطة الجنرالات"

وبهذا عزل الاحتلال المنطقة الشمالية لقطاع غزة بشكل كامل، وهي منطقة تضم بلدات بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا، إذعانا بتنفيذ "خطة الجنرالات" في شمال غزة.

والحديث عن "خطة الجنرالات" بدأ في 4 سبتمبر/ أيلول الماضي، بعد أن اقترحها الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي غيورا آيلاند، ويروج لها مجموعة من كبار ضباط الاحتياط في جيش الاحتلال، بينما لاقت ترحيبًا في الكنيست، وفق الإعلام العبري.

وتهدف "خطة الجنرالات" إلى فرض حصار كامل على منطقة شمال غزة، مع منع وصول المساعدات، بما فيها الاحتياجات الأساسية لمن تبقى من السكان. وكذلك تحويل هذه المناطق حتى ممر نتساريم إلى منطقة عسكرية مغلقة.

سياسة التجويع 

وأصدر الاحتلال أوامر للسكان الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم نحو 600 ألف بإخلاء منطقة شمال قطاع غزة والتوجه إلى الجنوب عبر ممرات يحددها الجيش الإسرائيلي، خلال مهلة تصل إلى أسبوع.

وفقًا للجنرال آيلاند مقترح الخطة "فإن التجويع حتى الموت يسود الموقف في شمال غزة"؛ أي أن الخطة ستقوم على سياسة التجويع الممنهج لأهالي غزة الرافضين لمغادرة أراضيهم.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إن صمود الفلسطينيين في جباليا، ورفضهم أوامر الجيش بالإخلاء يحبط تنفيذ ما يسمى "خطة الجنرالات" الهادفة إلى إخلاء شمال غزة من سكانه.

"الخطة الاستيطانية"

وأمام ذلك، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، تحليلات ونقاشات عن مضمون هذه الخطة الاستيطانية.

ونقل تامر عن مراسل قناة "كان (الحادية عشرة)" تأكيده أن "خطة الجنرالات قيد التنفيذ، وسيتم - بحسب وصف جيش الاحتلال - "تطهير" المنطقة الشمالية بالكامل من قطاع غزة وفقًا لهذه الخطة، وسيتم إعلان شمال غزة بالكامل منطقة مغلقة وعسكرية.

بدوره، قال الباحث في الشأن السياسي سعيد زياد: "ربما المعركة التي تجري في جباليا حاليًا هي أهم معارك الحرب برمتها".

وأضاف قائلًا: "نحن نتحدث عن حصار مطبق للمخيم، وغارات لا تهدأ على مدار الساعة، ومطالبات بإخلاء المستشفيات، وشهداء في الطرقات لا يتمكن أحد من دفنهم".

ونوه زياد إلى أن "هذا الاجتياح هدفه التهجير، عبر تطبيق ما يسمى خطة الجنرالات، وقد بدأ العدو بجباليا لعلمه المسبق أن سقوطها يعني سقوط غزة.. واجب الساعة هو تثبيت أهل المخيم، ونقل روايتهم، والدعاء لهم، وتعزيز هذا الصمود بكل وسيلة".

من جانبه، قال معاذ: "الاحتلال يمنع منذ أكثر من أسبوعين وصول أي من المساعدات والبضائع لمحافظتي غزة والشمال (اللتين بهما ما يقدر بـ 700 ألف نسمة) ما ينذر بكارثة ويدق ناقوس الخطر من عودة المجاعة مجددًا".

ووفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني كانت مساحة الأراضي الزراعية في شمال غزة حوالي 34 ألف دونم (عام 2020-2021) وبهذا المخطط سيخسر الغزيون جزءًا كبيرًا من أرضهم الأكثر خصوبة.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة