فحص ممثلو ادعاء أوروبيون هذا الأسبوع وثائق تحويلات مصرفية ذات صلة بتحقيق لمعرفة ما إذا كان حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه قد اختلسا أموالًا عامة، على ما نقلت وكالة "رويترز" عن 4 مصادر وصفتها بالمطلعة.
وقال مسؤولون قضائيون أوروبيون إن ممثلي ادعاء من ألمانيا وفرنسا ولوكسمبورغ يشتبهون بأن سلامة وشقيقه رجا اختلسا أكثر من 300 مليون دولار من البنك المركزي بين عامَي 2002 و2015.
انطلاق تحقيقات الوفد الأوروبي مع مسؤولين لبنانيين بتهم فساد مالي#العربي_اليوم #لبنان تقرير: علي رباح pic.twitter.com/BaZGT9EkD5
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 17, 2023
ولليوم الثاني على التوالي، تواصل وفود قضائية أوروبية تحقيقاتها في لبنان بملف سلامة وتحويلات مالية إلى الخارج، تحوم حولها شبهات فساد وتبييض أموال.
وكان المدعي العام التمييزي غسان عويدات أفاد في اتصال سابق مع "العربي"، بأن التحقيقات تطال في جولتها الأولى رؤساء مجالس مصارف لبنانية، مؤكدًا أنه لا يمكن طلب تنفيذ توقيفات إلا عن طريق الإنتربول.
"تعيين محقق جديد"
والوفود المؤلفة من قضاة فرنسيين وألمان ومن لوكسمبورغ كانت قد استهلت مهمتها باجتماع عقدته مع عويدات، الذي قال اليوم الثلاثاء لوكالة "رويترز" إن محققًا جديدًا سيُعين في غضون الأيام المقبلة، وسيُكلف بتوجيه اتهامات لسلامة قبل إحالة القضية إلى قاضي تحقيق.
وأكد عويدات أن القاضي قد يطلب بعد ذلك تأجيل الرد على طلبات القضاة الأوروبيين للتعاون القضائي، حتى تتم تحقيقات القاضي اللبناني.
ويخضع سلامة لتحقيقات في لبنان و5 دول أخرى على الأقل؛ بدعوى قيامه وشقيقه رجا باختلاس وغسل أموال في البنك المركزي. وينفي سلامة وشقيقه ارتكاب أي مخالفات.
والصيف الماضي، أنهى قاض لبناني تحقيقًا أوليًا استمر 18 شهرًا في قضية سلامة، لكن التحقيق توقف عندما تنحى المدعي العام عن القضية واستُبعد لاحقًا من القضية بعد شكوى من سلامة.
إلى ذلك، نقلت الوكالة عن المحامي نزار صاغية من منظمة "المفكرة القانونية" غير الحكومية، أن وجود محققين أوروبيين في بيروت هذا الأسبوع، "ربما يزيد الضغط على القضاء اللبناني كي يحرز تقدمًا".
من جانبها، أوردت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية أن الوفود القضائية استمعت إلى إفادة النائب السابق لحاكم مصرف لبنان سعد العنداري بصفة شاهد، فيما لم يحضر الشاهد الثاني خليل قاصاف، وهو موظف سابق في هيئة الرقابة على المصارف.
وخلال مهمة عمل الوفود اليوم، نظّم عشرات من "جمعية صرخة المودعين" و"تحالف متحدون" (ناشطون للدفاع عن حقوق المودعين بالبنوك)، وقفة احتجاجية أمام قصر العدل في بيروت، للمطالبة بإصلاحات ومحاربة الفساد.
ويتهم العديد من اللبنانيين - بينهم نشطاء ونواب معارضون - سلامة، بإساءة إدارة السياسة النقدية والاحتياطيات في لبنان خلال العقود الثلاثة التي قضاها على رأس مصرف لبنان.
أما سلامة، الذي يواجه دعاوى مالية بتهم الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال، فقد أعلن أكثر من مرة أنه يواجه "حملات" إعلامية وسياسية، مؤكدًا أن مصدر ثروته "واضح وموثق".