الجمعة 20 Sep / September 2024

التطريز الفلسطيني.. بقعة ضوء لسورية في ظلام مخيم اللجوء في لبنان

التطريز الفلسطيني.. بقعة ضوء لسورية في ظلام مخيم اللجوء في لبنان

شارك القصة

ساعدت تقنية تطريز بسيطة من التراث الفلسطيني لاجئات سوريات في مخيم برج البراجنة في لبنان، على مواجهة مصاعب حياة اللجوء.

غرزة بعد غرزة؛ تغزل الأيادي السورية الخيط الفلسطيني على أرض نزوح لبنانية، لتنتج تقنية تطريز تساعد النساء اللاجئات على الصمود.

فمن قلب مخيم اللاجئين الفلسطينيين في برج البراجنة، ترسم فاطمة خليفة سيرة حياة جديدة لها داخل مشغل صغير بعد فرارها من الحرب في سوريا، من خلال العمل مع عدد من النساء بالتطريز الفلسطيني التقليدي ليكون لهنّ دخل أساسي لمواجهة مصاعب اللجوء.

من مهارة إلى مهنة

وتقول فاطمة إنها عندما فرّت من بلادها عام 2013 كانت قد فقدت كل شيء تقريبًا، وكانت تقنية التطريز من التراث الفلسطيني، قد تعلمتها أساسًا من باب الهواية في فصل للفنون، ولكنها الآن تشكّل لها ولأكثر من 30 امرأة أخرى وسيلة الصمود وسط الأزمات التي يواجهنها في لبنان.

وتأمل فاطمة في أن يساعدها مشروعها في فتح الأبواب الموصدة أمامها وأمام مطرزات أخريات سوريات ولبنانيات وفلسطينيات من أجل البقاء والتوسع.

الهروب من الواقع

تشير فاطمة، ابنة الجولان السوري، إلى أن العمل بالتطريز يعطيها أفضل إحساس في العالم، وتضيف "هيدا الشغل كتير بيفرغ من الضغوطات النفسية اللي علينا. بعاد عن وطننا، بعاد عن أهلنا، عايشين بمخيم العيشة فيه جبارة".

وطبقًا لوتيرة عمل كل امرأة وحجم التصميم، يمكن أن يستغرق تطريز كل ثوب بين أسبوع إلى عشرة أيام ليكتمل.

وأنشأت فاطمة، مؤسسة "استديو سما" للتطريز الفلسطيني بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي، وتجمع معها 35 سيدة في مشروع تطريز مشترك اسمه "إل.في.بي وسما"، على أمل فتح الأبواب الموصدة أمامها وأمام مطرزات أخريات من أجل البقاء والتوسع.

ويشمل هذا المشروع تعاونًا مع المصممة البريطانية السويسرية، لاريسا فون بلانتا، التي نجت بدورها من الانفجار بسفرها خارج لبنان قبل وقوع الانفجار بيومين.

وتقول فون بلانتا خريجة قسم التصميم المستدام بكلية سنترال سانت مارتن للتصاميم والفنون، وعمرها 27 عامًا، إن هذه الفكرة طرأت عقب الانفجار المدمر وعندما كان الناس في أنحاء العالم يبحثون عن صيغة لتقديم يد العون للبنانيين.

معوقات المشروع

لم يوفر المشروع بعد دخلًا للمرأة يُعول عليه. وتقول فاطمة إن هدفها هو الوصول إلى دخل لا يقل عن 100 دولار لكل امرأة شهريًا لكن هذا لم يتحقق بعد.

ومنذ أغسطس آب 2020 حتى الآن بلغ إجمالي دخل المشروع من 150 قطعة أُعيد تدويرها 5505 دولارات للنساء بما فيهن المصممة فون بلانتا.

وفي ظل تفشي جائحة فيروس كورونا التي تعطل النقل العالمي والأزمة المالية والاقتصادية في لبنان، لا يزال المشروع في مراحله المبكرة في الطريق لضمان ثلاث شحنات كل عام لتوفير دخل منتظم.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close