على وقع التوتر المتزايد مع الولايات المتحدة، وفي وقت تخوض عدّة نزاعات إقليمية في بحر الصين، تعرض بكين قوتها بشكل متزايد على الساحة الدولية، موجّهة بذلك رسائل في كلّ الاتجاهات.
بالموازاة مع ذلك، تتزايد المخاوف من أن تشنّ الصين هجومًا عسكريًا على جزيرة تايوان التي تعتبرها جزءًا من أراضيها، ولا سيما مع تشديدها على أنها عازمة على استعادة السيطرة عليها ولو بالقوّة.
تستند الصين في ذلك إلى "قوة" راكمتها على مرّ السنين توحي بأنّها باتت "تنافس" الولايات المتحدة نفسها، علمًا أنّ بكين أنفقت مئات مليارات الدولارات لتحديث قدراتها العسكرية على مدى العقد الماضي.
ففي 20 مارس/ آذار 2017، استحدثت القوات الجوية الصينية مقاتلة "جيه-20"، أو ما يسمى "التنين العظيم"، والتي تعتبر أحد أكثر الأسلحة العسكرية تطورًا في الصين.
وتُعد الطائرة ثالث طائرة مقاتلة من الجيل الخامس في التاريخ، بعد طائرتي "إف 22" و"إف 35" الأميركيتين من صنع شركة "لوكهيد مارتن".
وحتى عام 2021، امتلكت القوات الجوية الصينية أسطولًا يبلغ أكثر من 50 طائرة من طراز "جيه-20".
مواصفات "التنين العظيم"
- لُقّبت طائرة "جيه-20" باسم "التنين العظيم"، وهي من صناعة مجموعة تشنغدو لصناعة الطائرات التي يقع مقرها في مقاطعة سيشوان.
- يبلغ طول الطائرة 23 مترًا، وارتفاعها 5 أمتار.
- يبلغ الحد الأقصى لسرعتها نحو 2468 كيلومترًا في الساعة.
- تقطع نحو 5926 كيلومترًا في الساعة.
- تتراوح تكلفة طائرة "جيه-20" بين 100 و120 مليون دولار.
مقارنة بين "جيه-20" و"إف-35"
استحدث الجيش الأميركي الطائرة المقاتلة من طراز "إف-35" في يوليو/ تموز 2015. وهناك ثلاثة أنواع مختلفة من هذه الطائرة: "إف-35 إيه" للإقلاع والهبوط التقليدي، و"إف-35 بي" للإقلاع القصير والهبوط العمودي، وطائرة ناقلة من طراز "إف-35 سي". وتختلف أنواع هذه الطائرات من حيث كيفية إقلاع الطائرة وهبوطها.
ووصفت شركة "لوكهيد مارتن" الطائرة "إف-35" بأنها "الطائرة المقاتلة الأكثر تطورًا في العالم"، وتتمتّع بقدرة على التخفّي (طائرة شبح)، لا يمكن ملاحظتها إلا بنسبة ضيئلة للغاية، ومزوّدة بأجهزة استشعار متطورة، وتتمتّع بالقدرة على دمج المعلومات واتصالها بالشبكة.
ولكن ثمّة منافسة شديدة بينها وبين طائرة "جيه-20"، إذ ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، أن المواجهات التي حدثت بين طائرتي "إف-35" و"جيه-20" في بحر الصين الشرقي، أثارت إعجاب أحد كبار جنرالات القوات الجوية الأميركية.
وتتفوق "جيه 20" على نظيرتها "إف 35" الأميركية بالسرعة والمسافة المقطوعة. إذ تبلغ سرعة "إف 35" 1960 كيلومترًا في الساعة، كما تبلغ مسافة السفر المقطوعة 2200 كيلومترًا.
تتضمّن إصدارات طائرة "جيه-20"، طائرة "جيه-20 إيه"، وهي أول إصدار من الطائرة على الإطلاق، وطائرة "جيه-20 إس"، وهي أول طائرة مقاتلة نفَّاثة ذات مقعدين في العالم.
وأفادت تقارير بأن الصين تتمتَّع بالقدرة على تطوير الطائرة إلى إصدارات أخرى، بما في ذلك قاذفة صواريخ وطائرة حربية كهربائية وطائرة ناقلة.
وتعمل طائرات "جيه-20" على تطوير محرّكاتها الروسية الصنع إلى محركات من طراز "دبليو إس-15"، وهي محركات توربينية مروحية ذات احتراق لاحق.
كما ذكر مصدر لصحيفة "ساوث تشينا مورنينغ بوست" أن جميع طائرات "جيه-20" ستُزوّد بمحركات صينية الصنع مثل محركات "دبليو إس-15"، التي ستعمل على زيادة قدرتها على المناورة والقتال.
وبلغت تكلفة البحث والتطوير الخاصة بالطائرة حوالي 4.4 مليارات دولار.