أعلنت الحماية المدنية في الجزائر أمس الجمعة، سيطرتها الكاملة على مجمل الحرائق المنتشرة في شمال شرقي البلاد والمقدّرة بـ 73 بؤرة، حيث كانت الأوضاع في كل من ولايتي الطارف وسوق أهراس الأشد خطورة.
وخلّفت هذه الحرائق خسائر مادية وبشرية بلغت 38 قتيلًا على الأقل بينهم 11 طفلًا وست نساء، وأكثر من 180 مصابًا، 15 منهم حروقهم خطرة جدًا، مع إتلاف نحو 14 ألف هكتار من الغابات.
وفي هذا الإطار، أكد أستاذ العلاقات الدولية، عبد القادر سليماني، أنه كان يمكن تجنّب وقوع هذا العدد الكبير من الضحايا والجرحى مع توافّر الإمكانيات من الحماية المدنية والجيش الوطني وإدارات الغابات، مشيرًا إلى أن السلطات لم تتدخّل بالسرعة المطلوبة حيث كان من الممكن إغلاق الطرقات المؤدية إلى الحرائق التي باغتت الجميع، كما أن سرعة الرياح ساهمت في انتشار النيران بسرعة كبيرة.
وقال سليماني في حديث إلى "العربي" من الجزائر، إن بلاده قررت شراء طائرات لإطفاء الحرائق بعدما شهدت كارثة مماثلة العام الماضي، لكن وصولها قد يستغرق وقتًا يتراوح بين عام أو عامين. ووُجّهت انتقادات من قبل المواطنين للسلطة بسبب النقص الحاصل في طائرات مكافحة النيران.
وجدّد بدوره ما أفادت به السلطات الجزائرية بعدم استبعاد العمل الإجرامي، بعدما أوقفت عددًا من الأشخاص بتهمة إضرام النيران عمدًا في محاصيل جيرانهم الزراعية.
وطالب سليماني المسؤولين بوضع إستراتيجية استباقية خاصة بمناطق الغابات التي تتكرر فيها الحرائق، ودعم أسطولها الجوي وإمكانياتها تحسبًا لأي حرائق مقبلة.