توصل علماء في جامعة كوبنهاغن إلى طريقة جديدة لمحاربة مرض سرطان الجلد، تقوم فكرتها على إنتاج جلد اصطناعي يستطيع وقف تمدد الخلايا الخبيثة.
وكشف العلماء أن دراستهم سعت إلى معرفة ما يحدث على وجه التحديد عندما تتحول الخلية الطبيعية إلى سرطانية.
ووفقاً للدراسة، يؤدي هذا المسار دورًا في تواصل الخلايا مع محيطها ويتحكم في نمو الخلايا وانقسامها، وفي حال التلف تتحول الخلية العادية إلى سرطانية وتغزو الأنسجة المحيطة.
والجلد الاصطناعي الذي ابتكروه هو أقرب ما يمكن إلى البشرة الحقيقية للإنسان، وهو مصنوع من الكولاجين وجرى تعديله جينيًا. كما أن طريقة صنعه تجعله ينمو في طبقات تمامًا كجلد الإنسان الطبيعي.
أمل جديد
وفي هذا الإطار، شرحت ميسم رمضان، المتخصّصة في الأمراض الجلدية والتجميل، أن طبقات الجلد عددها 5 وبعدها تأتي طبقة الكولاجين، موضحة أنه عندما تتحول الخلية إلى سرطانية يصبح سلوكها غريبًا وتنقسم بشكل منتظم حتى تصل لطبقة الأوعية الدموية.
وأضافت رمضان في حديث إلى "العربي" من استديوهات لوسيل، أن الدراسة حاولت الدخول إلى مستوى داخل الخلايا أي على مستوى المادة الوراثية وتعديل المورثات المسؤولة عن السرطان، عبر أخذ الخلية وإجراء تعديل على المادة الوراثية ووضعها على طبقات الكولاجين.
وحينها وجد الباحثون أن الخلية الخبيثة لم تعد تتغير كما في السابق بل تنقسم بشكل أقرب إلى الخلية الطبيعية، وهذا هو مبدأ الجلد الاصطناعي.
ونوهت رمضان إلى أن الآثار الجانبية لا تظهر إلا بعد سنوات، إلا أنها أكدت أن "هذه العلاجات واعدة لأن الوفيات جراء سرطانات الجلد تزداد بسبب تأخر التشخيص".
وبيّنت المتخصّصة أن الدراسة وصلت إلى مستوى المورثات، ولذلك فإن الدراسة توجهت لسرطانات جلد محدودة، بينما هناك سرطانات سريعة الغزو وتدخل بسرعة نحو الأوعية.
وأشارت إلى أن "الدراسة لم تجر على جسم الإنسان بعد كونها حديثة، ولكن إذا جرى التأكد من نجاعة هذه العلاجات ستساعد على شفاء العديد من الناس كونها تعطي أملًا للشفاء بشكل كامل".