زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، أنه يدرس "احتمال" أن يكون رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، يحيى السنوار، بين ثلاثة أشخاص قتلوا في مواجهات بغزة، مشيرًا إلى أنه "لا يمكن تأكيد ذلك" حتى الآن، بينما زعمت هيئة البث الإسرائيلية، بأنّ الجثة تعود بالفعل للسنوار.
وفي بيان صادر عن الجيش، أوضح أنه "لم يتم العثور في المبنى الذي قُتل فيه الثلاثة على أي آثار تشير إلى وجود مختطفين (أسرى) في المنطقة".
كما أشار البيان إلى أن الجيش وجهاز "الشاباك" يواصلان العمل "بحذر شديد". ولم يعلن الجيش عن تفاصيل الموقع المستهدف في غزة.
وذكرت القناة الـ14 الإسرائيلية أن الاشتباكات وقعت في حي تل السلطان في رفح.
فحص الجثة المشتبه بها
ويشير مراسل التلفزيون العربي في حيفا أحمد دراوشة إلى أن الجثة التي يعتقد أنها تعود للسنوار أُخذت إلى الداخل الإسرائيلي حيث تخضع لفحص الحمض النووي والبصمات لأجل مقارنة النتائج بالمعطيات التي تملكها إسرائيل على اعتبار أن السنوار كان أسيرًا في السجون الإسرائيلية.
ولفت المراسل إلى أن القناة الـ12 الإسرائيلية تشير إلى أن فحص الحمض النووي لا يستغرق وقتًا كثيرًا، لكن اعتبارات عدة قد تؤخر الإعلان على نتائج التحقيق ومنها أن إسرائيل ستسعى للحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين في غزة.
محاولات متكررة للوصول للسنوار
وعلى مدار عام كامل من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فشل جيش الاحتلال في تحديد مكان يحيى السنوار، الذي اختفى عن الأنظار منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
ورغم نشر الجيش مقطع فيديو زعم أنه يظهر السنوار وهو يمر عبر نفق في مدينة خانيونس، إلا أنه لم يتمكن من الوصول إليه حتى الآن.
ويُذكر أن الاحتلال وضع السنوار على قائمة المطلوبين الأوائل لإسرائيل منذ عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد مواقع عسكرية ومستوطنات في غلاف غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي وأسر أكثر من 200 في أكبر عملية من نوعها في تاريخ إسرائيل.
رسالة السنوار الأخيرة
وفي منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، أكد السنوار في رسالة بعثها إلى زعيم جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن عبد الملك الحوثي جاهزية حركة حماس لخوض "معركة استنزاف طويلة" مع إسرائيل في قطاع غزة.
وقال السنوار في رسالته التي وزّعها الحوثيون وحماس حينها: "أبارك لكم نجاحكم بوصول صواريخكم إلى عمق كيان العدو، متجاوزة كل طبقات ومنظومات الدفاع والاعتراض".وأضاف أنّ العملية "النوعية... ترسل للعدو رسالة عنوانها أن خطط الاحتواء والتحييد قد فشلت وأن تأثير جبهات الإسناد بدأ يأخذ منحى أكثر فعالية وأعظم تأثيرًا على طريق حسم المعركة".
وشدد السنوار الذي كان رئيسًا للمكتب السياسي لحماس في غزة عند اندلاع الحرب، على أنّ "المقاومة بخير". وتابع "أعددنا أنفسنا لخوض معركة استنزاف طويلة تكسر إرادة العدو السياسية، كما كسر طوفان الأقصى إرادته العسكرية".
وتطارد إسرائيل قادة وعناصر حماس، وأعلنت اغتيال العديد منهم. وبين الأهداف التي حددتها، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار الذي تتهمه بالتخطيط لهجوم السابع من أكتوبر، مع محمد الضيف، قائد كتائب القسام، الذي زعم الجيش الإسرائيلي قتله في غارة جوية في خانيونس في جنوب القطاع. إلا أن حماس نفت ذلك.
وسمّي السنوار على رأس المكتب السياسي لحماس في أغسطس/ آب الماضي، خلفًا للشهيد إسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران في 31 يوليو/ تموز.