دمّر جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عام البنية التحتية لقطاع غزة تمامًا وقتل وأصاب عشرات الآلاف وارتكب من جرائم الحرب الكثير.
لكنه مع كل هذا، فشل في أن ينتزع من القطاع المحاصر صورة نصر يصدرها لشعبه سواء بتحرير الأسرى أو الإنجاز العسكري الكبير. لذلك يعتقد محللون أن لجوءه لسياسة الاغتيالات في لبنان محاولة لانتزاع تلك الصورة.
وأحدث الاغتيالات، كانت للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، بعد عمليات شبيهة نفذتها بحق قيادات في تنظيمه، إضافة إلى أعضاء في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في مقدمتهم رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية.
ولكن هناك اسمًا آخر يؤرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من غيره وهو يحيى السنوار.
وإسرائيل وكأنها تستبق الإجابة عن سؤال متوقع: "ما دمتم وصلتم إلى كل هذه الأسماء في قيادة حزب الله، لماذا لم تتمكنوا من الوصول إلى زعيم حركة حماس يحيى السنوار بعد سنة من العدوان على غزة ووضعه على قائمة الاغتيالات؟".
"لا يعبؤون بحياة الأسرى"
ويجيب الإسرائيليون بحسب القناة الثانية عشرة: "يحيى السنوار كان على مرمى حجر من أن يصبح هدفًا في عملية اغتيال مدروسة بدقة. كانت المعلومات الاستخبارية واضحة، والموقع معروفًا، والفرصة حاضرة. ومع ذلك، لم يسحب الزناد. لماذا يا إسرائيل؟".
وتنقل القناة نفسها أن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تلقت في وقت ما معلومات دقيقة عن مكان يحيى السنوار، ولكنه تقرر الامتناع عن استهدافه خشية أن يؤدي ذلك إلى إصابة أسرى كانوا، كما يبدو، محتجزين في المكان نفسه، تقول القناة العبرية.
من جهة أخرى، ينقل موقع واي نت الإسرائيلي عن مسؤولين في وزارة الأمن الإسرائيلي تأكيدهم أنه لا توجد معلومات ملموسة تؤكد مكان وجود السنوار، كذلك لم ترد أنباء عن استهداف المناطق التي يعتقد أن السنوار موجود فيها في الآونة الأخيرة.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتفاعل مع مزاعم الجيش الإسرائيلي، بعدم اغتيال يحيى السنوار بسبب الاشتباه بوجود أسرى بالقرب منه.
وتقول مايا رحال في هذا الإطار: "بهذا التصريح يحاول الاحتلال الفاشي تلميع صورته أمام عائلات الأسرى لدى حماس والمجتمع الإسرائيلي وأن المتطرف نتنياهو يخشى قتل الأسرى لأنهم محاطون بقائد حماس يحيي السنوار، ولكن الحقيقة أن نتنياهو غير قادر عسكريًا على اغتيال السنوار وفشل وسيفشل في الوصول إليه".
وعلّق محمد: "نتنياهو قتل المحتجزين بالآلاف حتى يقتل خاطفيهم معهم هو لا يهتم لو قتل عشرة آلاف محتجز مقابل قتل السنوار، هذا كلام هدفه عدم سؤال الجيش لماذا لم تكتشفوا مكان السنوار بعد سنة رغم أنكم اكتشفتم مكان نصر الله خلال أيام".
من جهته، قال كريم قادر: "هذا خبر كاذب لإبراز قوة الصهاينة الذين خابوا في غزة وانتشوا بنصر في لبنان بسبب فقدانهم لأي أفق بغزة. وهذه الأخبار تنطلي على السذج؛ فإسرائيل لو كان بمقدورها قتل السنوار فلن تتردد ولن تفكر ولو كان معه مليون صهيوني".