الخميس 21 نوفمبر / November 2024

الحجاج على صعيد عرفات لتأدية الركن الأعظم من الحج

الحجاج على صعيد عرفات لتأدية الركن الأعظم من الحج

شارك القصة

خطبة عرفة
تشديد على مسألة التباعد أثناء تأدية طقوس الحج (غيتي)
يبقى الحجاج في عرفات حتى غروب الشمس، ثم ينتقلون إلى مزدلفة للمبيت فيها. ويجمعون الحصى فيها لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات في اليوم الأخير من الحج غدًا.

صعدت أعداد الحجاج المحدودة الإثنين إلى جبل عرفات لأداء أهم أركان مناسك الحج عشية عيد الأضحى، في ثاني حج في ظل تهديد وباء كوفيد-19 الذي أفرغ الجبل من الحشود التي كانت تتدفق إليه سنويا.

ويشارك 60 ألف مقيم في المملكة العربية السعودية في المناسك مقارنة بنحو 2,5 مليون مسلم عام 2019. واختير المشاركون من بين 558 ألف متقدم وفق نظام تدقيق إلكتروني.

وأكّد المتحدث باسم وزارة الصحة محمد العبد العالي في مؤتمر صحافي مساء الأحد عدم تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا بين الحجاج حتى الآن.

ووصل الحجاج الذين باتوا ليلتهم السابقة في منى الأحد إلى مشعر عرفات، ضمن مجموعات صغيرة في حافلات وقد وضعوا كمامات طبية وحافظوا على مسافات واضحة بينهم، تطبيقًا لقواعد التباعد الاجتماعي.

الصلاة قبل الصعود إلى عرفة

وأدى الحجاج الصلاة في مسجد نمرة قبل صعود الجبل لقضاء ساعات من الدعاء والتكبير. وأظهرت لقطات متلفزة حجاجًا يبكون من التأثر وهم يدعون الله في المسجد.

وبعد انتهاء خطبة عرفة، توجه الحجاج إلى جبل عرفات المكون من كتل صخرية ضخمة وداكنة ويطلق عليه أيضًا اسم جبل الرحمة.

ويعد الوقوف في جبل عرفات الركن الأعظم في مناسك الحج. ويمضي الحجاج اليوم المقدس في قراءة القرآن والتسبيح وترديد "لبيك اللهم لبيك".

ويبقى الحجاج في عرفات حتى غروب الشمس، ثم ينتقلون إلى مزدلفة للمبيت فيها. ويجمعون الحصى فيها لاستخدامها في شعيرة رمي الجمرات في اليوم الأخير من الحج غدًا. ووزعت بعض الجمعيات الخيرية وحملات الحج مظلات وسجّادات وحصى جمرات معقمة على الحجاج.

وفي اليوم الأول من عيد الأضحى الثلاثاء، يقوم الحجاج بالتضحية بالذبائح، ويبدأون رمي الجمرات في منى. وشهد صعيد عرفات خطبة الوداع التي ألقاها النبي محمد قبل وفاته منذ نحو 1400 عام من جبل الرحمة، أعلى نقطة في عرفات. 

"السكينة والطمأنينة"

ويتزامن موسم الحج مع ارتفاع في عدد الإصابات بكورونا في مختلف أرجاء العالم، لا سيما بسبب انتشار النسخ المتحورة من الفيروس، ورغم حملات التلقيح المستمرة منذ أشهر. وسجّلت السعودية حتى الأحد أكثر من 509 آلاف إصابة بفيروس كورونا، بينها 8075 وفاة.

ويقتصر الحج هذا العام على المقيمين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاما والذين تلقوا جرعتي لقاح، ومن غير ذوي الأمراض المزمنة. وأكدّت السلطات أن جميع العاملين في مجال خدمة الحجاج ومساعدتهم لقحوا بالكامل أيضًا.

وأعربت المصرية سلمى حجازي (45 عامًا) عن "بالغ سعادتها" للمشاركة في الحج هذا العام. وقالت: "أشعر أن جسدي يرتجف. ربنا اختارني من بين الملايين". وقال الشاب نصر أبو الجداير (29 عامًا): "أشعر وكأنني في حلم"، مشيرًا إلى طغيان مشاعر "السكينة والطمأنينة" عليه.

وبالنسبة للسعودي بارك سراج (58 عامًا)، فإنّ مجرد الوقوف أمام جبل الرحمة وسط العدد القليل من الحجاج يشعره "برحمة الله" عليه. 

تكنولوجيا "تواكب العصر" 

وأكّدت وزارة الحج أنّها تتبع "أعلى مستويات الاحتياطات الصحية" في ضوء جائحة كوفيد-19 ومتحوراتها الجديدة. 

وقال مدير إدارة الحج والعمرة في وزارة الصحة سري عسيري لقناة الإخبارية الأحد إنّ "فرق الصحة العامة تتابع الوضع الصحي للحجاج عند وصولهم لمكة على مدار الساعة"، مشيرًا إلى "توفير غرف عزل في حال وجود إصابات" بالفيروس ورفع جاهزية المستشفيات. 

واستحدثت المملكة وسائل تكنولوجية لضمان تطبيق التباعد الاجتماعي والحد من انتقال العدوى، فنشرت روبوتات لتوزيع مياه زمزم المباركة، واستخدمت بطاقات ذكية ستسمح بوصول الحجاج دون تلامس بشري إلى المخيمات والفنادق ونقلهم في المناطق المقدسة.  

وقال المصري إبراهيم صيام (64 عاما) الآتي من الدمام في شرق المملكة، إنّ الإجراءات التكنولوجية منذ بدية التسجيل للحج "جعلت الأمور أسهل كثيرًا". 

وأضاف الرجل الذي ترافقه زوجته "الأمور تواكب تطورات ومتطلبات العصر". 

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب