أغلق عناصر من الحرس الرئاسي في النيجر اليوم الأربعاء منافذ مقر إقامة الرئيس محمد بازوم ومكاتبه بعد احتجازه.
وتعتبر النيجر، وهي دولة غير ساحلية في غرب إفريقيا، من أكثر البلدان التي تعاني من انعدام الاستقرار في العالم وهي شهدت أربعة انقلابات منذ الاستقلال عن فرنسا في عام 1960 بالإضافة إلى العديد من محاولات الانقلاب.
وبات يتعذر الوصول إلى مقر إقامة بازوم الرسمي ومكاتبه في المجمع الرئاسي في نيامي.
وأشار مصدر لوكالة "فرانس برس" إلى أن ما يحصل يشكل "تعبيرًا عن الاستياء من جانب الحرس الرئاسي لكن المحادثات جارية مع الرئيس".
"الرئيس بخير وصحته جيدة"
وكشف أن "الرئيس بخير، إنه سليم وبصحة جيدة ومع عائلته في المقر". ولم يتضح سبب سلوك الحراس وما يجري مناقشته في المحادثات.
وقال نائب في البرلمان من حزب بازوم: "تحدثت إلى الرئيس وأصدقاء من الوزراء (وهم) بخير". وبازوم الذي انتخب ديمقراطيًا عام 2021 هو حليف وثيق لفرنسا.
وذكرت مصادر أمنية ورئاسية أنه تم منع الوصول أيضًا إلى مقرات الوزارات الواقعة بجوار القصر، كما أن العاملين داخل القصر لم يتمكنوا من الوصول إلى مكاتبهم.
بدورها، أشارت الرئاسة في رسالة نشرتها على تويتر الذي أعيد تسميته "إكس"، إلى أنه صباح الأربعاء "انخرط عناصر من الحرس الرئاسي في حركة استياء مناهضة للجمهورية وحاولت الحصول على دعم الجيش والحرس الوطني، دون أن تنجح في ذلك".
وأضافت الرئاسة أن "الجيش والحرس الوطني مستعدان لمهاجمة عناصر الحرس الجمهوري المشاركين في هذه الحركة إذا لم يستعيدوا هدوءهم".
Le Président de la République et sa famille se portent bien. L’ Armée et la Garde Nationale sont prêtes à attaquer les éléments de la GP impliqués dans ce mouvement d’humeur s’ils ne reviennent pas à de meilleurs sentiments.
— Présidence du Niger (@PresidenceNiger) July 26, 2023
وفي المواقف، لفت الرئيس النيجيري بولا تينوبو إلى أن قادة دول غرب إفريقيا يراقبون الوضع في النيجر وسيبذلون كل ما في وسعهم لحماية الديمقراطية فيها.
قادة دول غرب إفريقيا يراقبون الوضع
وأضاف تينوبو، وهو أيضًا رئيس هيئة رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) "إن قيادة إيكواس لن تقبل أي عمل يعيق الأداء السلس للسلطة الشرعية في النيجر أو أي جزء من غرب إفريقيا".
والنيجر حليف رئيسي لقوى غربية تسعى لدعم القوات المحلية التي تواجه التمرد الذي بدأ في مالي عام 2012 وامتد إلى الدول المجاورة بما فيها بوركينا فاسو والدول الساحلية الجنوبية.
ونقلت فرنسا قواتها إلى البلاد من مالي العام الماضي بعد توتر علاقاتها مع المجلس العسكري هناك.
ووقع آخر انقلاب في النيجر في فبراير/ شباط 2010 ضد الرئيس مامادو تانجا. ثم شهدت محاولة انقلاب في 31 مارس/ آذار 2021، قبل يومين فقط من تنصيب بازوم.
وقد تم القبض حينها على الكثير من الأشخاص وبينهم زعيم المحاولة المشتبه به وهو نقيب في القوات الجوية يدعى ساني غوروزة، سلمته بنين المجاورة إلى سلطات النيجر.